يسرى طارق.. فنانة تعمل فى صمت وتتألق دون ضجيج

محمد بوتخريط . هولندا

تجارب كثيرة توقفك بكل هدوء وشفافية وتدعوك للتوغل فى مفرداتها وللتفكير بكل جدية وعقلانية في خصوصيتها وتفردها..
فنانة ، ذات وجه ملائكى.. أحبت الجمال و الالوان . الوان الفن وجمال الأدب ، الوان الاصالة والمعاصرة وجمال الحضارة .. الوان الروح الضاحكة.. وجمال البسمة الصادقة .
فنانة غاصت في عالم الإبداع ، تعمل فى صمت وتتألق فى عملها دون ضجيج لتأتينا بأعمال ترسم في ذاكرتنا ما عجز الكيرون عن رسمه. ..
فنانة في صمتها سر ، و في كلامها إبداع وتحدي ، والتحدي ضميرها ..

هي المبدعة يسرى طارق .. ممثلة ترسم بوشم الجبين هوية شعبها.
هادئة الطبع.. في عينيها براءة وتمرد و ثورة.. مرنة في تعاملها من دون أن تتخلّى عن وشم “الريفيات” الحرائر الرابض في أعماقها ، عناد و رفض واحتجاج وجرأة ومواجهة وشجاعة وتحدي واتخاذ القرار والقدرة على الاختيار الإيجابي..
وصفتها صديقة لي ذات مساء عبر دردشة عابرة ،أنها الفنانة الجميلة ، البريئة الهادئة التي تعمل في صمت، تمثل حبًا في التمثيل في زمن ليس كل من يمثل فيه ، يمثل عن حب وعن موهبة.

خاضت تجربة الإعلام .. تجربة كانت محكا حقيقيا لمواهبها ولتطلعها الخاص في مجال الإعلام، تجربة قربتها أكثر إلى العمل الصحافي الميداني، قبل أن تتوقف بشكل مؤقت ، ليس لتستريح ، بل لتواصل دراستها بتحضير ماستر في مجال الصحافة.

علِمت مبكرا أن انتظارها لأن تتغير الظروف في الريف وتتحسن من تلقاء نفسها سيخندقها في خندق اليأس، والاحباط ، وهي المؤمنة أن لا اليأس ولا الإحباط يصنعان فناً ، و أدركتْ أن للبحث عن الحلول في أماكن أخرى أجنحة من النجاح لا يبصرها إلا المتفائلون، فبحثت ونقبت عن الفرص التي تتوارى خلف ركام اليأس بعيدا عن ركام الإنتظار، لم تكل اللوم يوما على الظروف بل انطلقت إلى عالم رحب، محطمة قيودها، كما حطمتها عبر الشخصيات التي تؤديها في أعمالها بتمردها ورفضها للتقاليد التي تكرس لعبودية المرأة و تمجد العقلية الذكورية، كما عبر تمردها على نفسها عندما اضطرت إلى حلق شعر رأسها تماشيا مع سياق أحداث فيلم يحكي بعض تفاصيل جرائم حربية ارتكبتها سلطات استعمار غاشم في حق الريف، جرائم غازات سامة ضد مدنيين عزل ذات عشرينات القرن الماضي..

بذلت قصارى جهدها لتغرس زهرة الفن ، سقتها بعرق جبينها حتى خرجت يانعة، معطرة بنسمات النجاح ، الذي أزاح النقاب عن صوت الإبداع الذي يصرخ بداخل كل الفنانين العطشى في الريف هناك ، لتقدم لكل اليائسين الخانعين دعوتها للتحدي ، واضعة بذلك مسمارا في نعش اليأس والخنوع .

هي ذي الفنانة يسرى طارق.. إنسانة قوية الشخصية ومتحدية بالدرجة الأولى، وفنانة تسعى إلى السمو بالذوق العام من خلال حرصها على اختيار الأدوار، والالتزام بمبدأ احترام الجمهور .

كان الحظ مرافقا يسرى فى كل الأدوار التلفزيونية التى قدمتها، فهى كما نجحت فى الأدوارالصعبة والتراجيديا المأساة، أبدعت أيضا فى الدراما.
في السينما ظلت يسرى الممثلة الملتزمة الموهوبة في كل أعمالها تمثل دون انفعال فكما كانت في «الوشاح الاحمر» موهوبة ومقنعة وفي «وداعا كارمن» رائعة ، كانت أكثر إقناعًا وأكثر روعة في « دقات القدر»..
تحدت في بعض أدوارها الممنوع وجازفت في تجسيد شخصيات رسم عليها المجتمع خطا أحمر، أحبت ما تقوم به وأقنعت الآخر..

خلاصة الحكاية ، صعب جدا ، على أحد أن يسجل تشويها ما تجاه صورتها الشخصية أو الاعلامية وصعب جدا أن تجد ملاحظة نقدية على أدائها التمثيلي البسيط العميق السهل الممتنع.

فنانة ذات شخصية قوية..
فرضت نفسها على الساحة وجلبت لنفسها الاحترام والتقدير.
حضور انيق ، اطلالة رائعة و روح حالمة مشاغبة… و جميلة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح