لا تبحر السفينة من دون ربان حقيقي … و إن أبحرت لن تنجو من العواصف ..

ريف ديا / رشيد لكزيري

إذا فكرت يوما أن تبحر و تواجه تقلبات و أعاصير أعالي البحار فأنت في حاجة إلى ربان يعشق التحدي و لا يهاب العقبات و لا تزحزحه أصوات الأمواج العاتية .
قد تمتلك سفينة من أحدث طراز و طاقم يتقن العمل ، لكن هذا كله غير كافي اذا لم تكن تتوفر على قبطان يستطيع قراءة التقلبات و كيفية التعامل معها .
ينطبق ما سبق على نادي الهلال الرياضي الناظوري الذي عمر لسنوات طوال في أقسام الظلمات أقسام العصبة ، و هو الشيء الذي أجمعت جل جماهير الإقليم على أنه لا يليق بعراقة الهلال و لا بجماهيره العريضة العاشقة لكرة القدم و المتعطشة لتحقيق إنجازات طال غيابها ، بل إن غالبية الشباب لم يسبق أن عاشها ، إنما حكيت لهم من قبل الأباء و الأجداد حكاية و كأنها من الخيال عن حقبة تألق فيها النادي الأخضر حين كان يقارع كبار الأندية الوطنية ، لينتهي الأمر بالنادي في قسم العصبة ، حسابيا هو القسم السادس في ترتيب كرة القدم الوطنية .
انطلاق موسم 2021/2022 كان بطموح آخر و بأحلام كبيرة أو لربما هي أهداف كبيرة سطرها الربان الجديد محمد مجعيط الذي جاء للعمل و ليس للمنصب أو الكرسي ، عمل إحترافي مع انطلاق الموسم و الهدف تحقيق مخطط عمل بعيد الأمد يبدأ من توديع العصبة صعودا لا نزولا و هو الأمر الذي تحقق بمجهودات جبارة من الرئيس محمد مجعيط شخصيا بمساندة مكتبه المسير و اللاعبين .
انتعست الجماهير و تم رفع سقف الطموح لديها و أصبح القسم الثاني هواة هو الحلم القادم في موسم 2022/2023 لكن القبطان طموحه أكبر و عينه لا تتنازل على الأقسام الإحترافية وما صعود هذا الموسم إلى القسم الأول هواة إلا خطوة من الخطواة المبرمجة على المدى الطويل ، و الهدف الأسمى لدى القائد محمد مجعيط هو القسم الإحترافي الثاني ، هناك حيث سيتم تسطير برنامج آخر وهو القسم الإحترافي الممتاز و مداعبة حلم الألقاب و لما لا المشاركات القارية ، و هذا ليس ببعيد حين تتوفر الحنكة و حسن القيادة .
تحقيق الهلال للصعود الثاني تواليا يثبت لنا أن فرق الريف ليست بحاجة الى تغيير اللاعبين و المدربين طوال الموسم انما هي في حاجة الى ربان حقيقي يعشق التحدي و يرفع سقف التحدي و يحسن التعامل مع الأزمات ، و هو الشيء الذي توفر في محمد مجعيط فكان له ما أراد و كان للجماهير بطل عرف كيف يخرج الهلال من الظلمة الى الأنوار …
هنيئا لجماهير النادي برئيس أتى للعمل لا الكلام ، و هنيئا لكل الحماهير الهلالية التي تستحق هذه الفرحة ، و مزيدا من الأفراح و النجاحات نتمناها للهلال و كل فرق الريف

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح