ليلة الملحون في ضيافة المديرية الإقليمية للثقافة ودار الشعر بتطوان

ريف ديا

احتفاء بشهر التراث، تنظم المديرية الإقليمية للثقافة ودار الشعر في تطوان “ليلة الملحون” يوم الخميس 25 أبريل الجاري، في فضاء مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بالمدينة، ابتداء من السادسة مساء. وتشهد هذه التظاهرة تكريم اسمين بارزين في حقل الدراسات والأبحاث التراثية بتطوان، وهما الأستاذة حسناء داود، نجلة مؤرخ تطوان محمد داود، صاحبة الكثير من الإصدارات والتحقيقات حول تاريخ تطوان وذاكرتها الحضارية، والأستاذ النقيب محمد الحبيب الخراز، الذي أصدر الكثير من الأعمال التي حفظت ذاكرة تطوان والمنطقة، من مدن وفضاءات وموسيقى، فضلا عن اشتغاله على ذاكرة الصحافة في شمال المغرب.

وتنطلق التظاهرة بافتتاح معرض “خيوط وأنامل” للفنانة التشكيلية لمياء النهاري، وهو معرض عن ذاكرة وجماليات القفطان المغربي، تليه قراءات شعرية لشاعر الملحون الفنان عبد الحق بوعيون، أحد كبار حفظة تراث الملحون في المغرب، وصاحب كتاب “صنعة الملحون” وأعمال مرجعية أخرى. كما يشارك في هذه القراءات الشعرية الشاعر الزجال والإعلامي عبد اللطيف بنيحيى، وله تجربة كبيرة في الكتابة الزجلية بالمغرب، توجها، مؤخرا، بنصوص ورباعيات كتبها بنفس صوفي مجذوب. أما الشاعرة الزجالة والممثلة الزهرة الزرييق فقد اختارت أن تقدم عروضا شعرية وفنية تحتفي بفن الحكاية التراثية.

يحيي الحفل الفني لليلة الملحون “جوق هواة الملحون” برئاسة الأستاذة فاطمة حداد، من خلال تقديم روائع الملحون المغربي، وفي طليعتها قصيدة نادرة بعنوان “التطوانية”، وهي من نظم الشيح ادريس بن علي السناني، دفين مدينة فاس، ومن أعلام القرن التاسع عشر، له ديوان شعر فصيح بعنوان “الروض الفاتح بأزهار النسيب والمدائح”، كما ألف في المقامات كتابا آخر، وكتبا في التصوف، فضلا عن ديوان خاص جمع فيه أشعار الملحون التي كتبها في أغراض متفرقة، وضمت قصائد خالدة، مثل “زينب” و”الجار” و”شمعة لحجاب” و”الكاس” و”الحراز” و”الساقي” و”الياسمين” و”عيشة” و”الفجر” و”الذهبية”…

أما “التطوانية” فتبقى قصيدة استثنائية في الثقافة المغربية خلال القرن التاسع عشر، كتبها الحاج ادريس بن علي عن حرب تطوان سنة 1859، وتمثل أول عمل شعري يرصد صدمة اللقاء مع الآخر والصراع مع الغرب، وحربتها:

“ما ادرى نفديو التار/ ويفدي لنا ربي مع النصارى/ نسعاو النصر والفتح من الله بالمفضل وانصاره”.

وفيها يقول: “مهما سكنوا في اديار/ تطاون بالحيلات والشطارة/ حازوا احوازها ومنازه كيتانها وغلات اشجاره/ ما يستاهلوا الغيار”… وتستحضر القصيدة صورة الغرب اسما ومسمى، حين يقول الشاعر: ميز يا من اتسال بالعقل والدهان/ في الأمر اللي عم في الغرب ابتبيين. انصاب الغرب فيه يا صح قومان/ وقبايل قاهرين شتى معلومين. بالمال والخيل والسلام المزيان/ اخطانا غير الصبر حق اليقين”، إلى آخر القصيدة.

ويأتي تنظيم “ليلة الملحون” احتفاء بشهر التراث، وبعد مصادقة منظمة اليونسكو على طلب المملكة المغربية المتعلق بإدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الإنساني غير المادي، اعترافا بهذا الإرث المغربي العريق، بوصفه رافدا من روافد الهوية الفنية للمغرب

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح