“المنظمة المغربية للملكيين عبر العالم” تقسيم الصحراء المغربية محاولة عبثية لتفتيت وحدة الأمة المغربية

ريف ديا // احمد علي المرس

لطالما كان ملف الصحراء المغربية أحد الملفات الأبرز في المنطقة، ليس فقط بسبب ارتباطه بجغرافيا البلاد أو تركيبتها الاجتماعية، بل لأن هذه القضية تعدّ رمزًا للوحدة والسيادة الوطنية للمملكة المغربية الشريفة. ورغم تقديم المملكة لحل الحكم الذاتي كخيار نهائي ومنطقي لحل هذا النزاع المفتعل، فإننا نجد بعض الأطراف تسعى باستمرار لإشعال فتيل النزاع من خلال طرح مقترحات جديدة، لا سيما مقترح التقسيم الذي يعتبر خطوة غير مسؤولة ولا تراعي عمق القضية وأبعادها التاريخية.
“أحمد علي المرس” بصفتي المنسق الجهوي وعضو المكتب التنفيذي للمنظمة المغربية للملكيين عبر العالم، أجدني في موقف يستوجب الدفاع عن وحدة البلاد وسيادتها ضد هذه المحاولات السافرة.
لا يمكن القبول بمثل هذه المقترحات العبثية التي تهدف إلى تقسيم الأراضي المغربية وزرع بذور الفرقة والتجزئة في جسد الأمة.
*الصراع المفتعل وأطرافه الخارجية
منذ عقود، تسعى جهات خارجية إلى استغلال ملف الصحراء لتحقيق مصالحها الضيقة على حساب الاستقرار والوحدة الوطنية للمغرب. هذا الصراع، الذي تغذيه أطراف مثل الجزائر و صنيعتها البوليساريو ونظام ليبي سابق، تسعى لتحقيق مكاسب جيوسياسية، هو في جوهره صراع طويل الأمد، يُدار بمؤامرات مكشوفة، هدفها إضعاف المغرب وزعزعة استقراره و هذا اعتبره من سبع المستحيلات لأننا نرفضه شعبا وملكا.
المغرب كان دائمًا واضحًا في موقفه، فقد طرح منذ البداية مقترح الحكم الذاتي كحل نهائي، يُعطي سكان الصحراء حقوقهم ضمن إطار سيادة المملكة.
لكن الأطراف الخارجية، التي لا تزال تحرك خيوط هذا النزاع، تعمل جاهدة على إطالة أمده عبر اقتراحات لا تخدم سوى مصالحهم، مثل مقترح التقسيم، الذي يُراد به أن يفتت الأرض، ويخلق كيانًا هشًا يمكن التحكم فيه بسهولة من قِبل القوى الكبرى.
هذه الأطراف لا تكترث بمصير سكان الصحراء أو تطلعاتهم للعيش الكريم في وطنهم، بل ترى في الصراع فرصة لتحقيق أجنداتها السياسية والاقتصادية.
إن استدامة هذا النزاع هي في صالحهم، وليس في صالح المغرب أو المنطقة.
*موقف المنظمة المغربية للملكيين عبر العالم واضح بخصوص هذا الملف و النزاع المفتعل.
بصفتي عضوًا في المنظمة المغربية للملكيين عبر العالم، فإنني أؤكد أن موقفنا واضح وصارم: لا نقبل بأي شكل من الأشكال مقترح التقسيم،
إن المنظمة المغربية للملكيين عبر العالم ، التي من بين أهدافها الدفاع عن المقدسات الوطنية والوحدة الترابية، ترفض رفضًا قاطعًا أي حل ينتقص من سيادة المملكة على أراضيها.
لقد نصّ القانون الأساسي للمنظمة المغربية للملكيين عبر العالم على أن أحد أبرز أهدافها هو الحفاظ على وحدة المملكة والدفاع عن مصالحها في المحافل الدولية، نحن نعمل جاهدين، سواء داخل الوطن أو خارجه، للتأكيد على أن الصحراء مغربية وستظل مغربية، وأن أي محاولة لزعزعة هذه الحقيقة هي محاولة فاشلة ومحكوم عليها بالسقوط، وأعلنها من هنا بالفيدرالية ألمانيا على العهد و الوعد الذي قدمنه يوم قررنا تأسيس مظمتنا العتيدة بقيادة المناضل الكبير السيد رئيس العام للمنظمة المغربية للملكيين عبر العالم و كل العضوات و الاعضاء وجميع المنخرطين و الجالية المغربية المقيمة بالخارج و مغاربة العالم.
نحن في المنظمة المغربية للملكيين عبر العالم ، نعتبر الدفاع عن المقدسات الوطنية والوحدة الترابية واجبًا مقدسًا، لا يُقبل فيه أي تهاون أو مساومة،كما أن من ضمن أهدافنا أيضًا المساواة والعيش السليم والتعايش السلمي بين كافة مكونات المجتمع المغربي، وهو ما يتناقض بشكل جذري مع مقترحات التقسيم التي لا تخدم إلا زرع الفرقة والانقسام.
*الحكم الذاتي.. الحل الأمثل والأكثر عدالة
المغرب قدّم للعالم مقترحًا للحكم الذاتي، وهو مقترح يحظى بدعم العديد من الدول الكبرى ويعكس واقعية الحل المغربي للنزاع، هذا المقترح يأخذ بعين الاعتبار تطلعات سكان الصحراء للعيش الكريم داخل كيان موحّد، ويمنحهم حقوقًا واسعة في إدارة شؤونهم المحلية، ضمن إطار سيادة المغرب.
الحكم الذاتي ليس مجرد خيار دبلوماسي، بل هو تجسيد لرؤية مستقبلية تضمن الاستقرار والتنمية للمنطقة، على عكس مقترح التقسيم الذي يُراد به زرع الفوضى والاضطرابات، فإن الحكم الذاتي هو الحل الذي يضمن التعايش والمساواة والعيش السليم، تلك المبادئ التي نسعى لتحقيقها في المنظمة المغربية للملكيين عبر العالم.
*خطابات الملك محمد السادس حول الصراع ودور الجزائر
في العديد من خطاباته، كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس واضحًا في تحديد الأطراف التي تقف وراء هذا النزاع المفتعل، وقد أكد جلالته مرارًا أن الجزائر هي طرف أساسي في هذا النزاع، وأن حل هذا الملف لن يكون ممكنًا دون جلوس الجزائر على طاولة الحوار، الجزائر، التي تدعي الحياد، لطالما كانت لها يد خفية في تأجيج هذا الصراع ودعمه.
وقد جاء في أحد خطاباته الملكية، أن الجزائر مسؤولة بشكل مباشر عن استمرار هذا النزاع، وأنها جزء من المشكلة وليست مجرد مراقب.
لذلك، تعتبر الجزائر عنصرًا أساسيًا يجب أن يكون حاضرًا في أي مفاوضات جادة تهدف إلى إيجاد حل نهائي لهذه القضية المفتعلة.
المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يؤكد في كل المحافل الدولية ومن خلال وزارة الخارجية المغربية، على ضرورة إشراك الجزائر في الحوار للوصول إلى تسوية شاملة.
الملك محمد السادس دعا الجزائر في عدة محطات إلى الحوار المباشر والتعاون من أجل إنهاء هذا الصراع المفتعل، الذي لا يخدم إلا المصالح الضيقة للأطراف التي تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة.
*تقسيم الصحراء.. مؤامرة ضد الوحدة والاستقرار
إن الحديث عن تقسيم الصحراء ليس جديدًا، لكنه يتجدد كلما شعرت الأطراف المعادية للمغرب أن مشروع الحكم الذاتي يكتسب زخمًا دوليًا. هذه المحاولات البائسة لتقسيم الأرض لا تخدم إلا مصالح القوى التي تستفيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.
كل من يتبنى هذا الطرح إنما يساهم في إذكاء الفتنة وتفتيت وحدة الشعب المغربي.
التقسيم هو بداية لفوضى لا تنتهي، ولنا في تجارب التاريخ عبر ودروس، فكلما انقسمت الأراضي، زادت النزاعات والصراعات الأهلية، وتدهورت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية…لا يمكن أن نسمح بمثل هذه السيناريوهات أن تتحقق في الصحراء المغربية.
إن الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية هو نتيجة لمؤامرات خارجية تعمل على إطالة أمد النزاع لتحقيق مصالح جيوسياسية ضيقة، وبصفتي المنسق الجهوي وعضو المكتب التنفيذي للمنظمة المغربية للملكيين عبر العالم، أؤكد أن موقفنا ثابت وواضح: مقترح التقسيم مرفوض رفضًا قاطعًا، نحن في المنظمة نعمل بجد للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب وحماية مقدساته، كما أن من بين أهدافنا تعزيز المساواة والتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب المغربي.
المغرب قدم للعالم مقترح الحكم الذاتي كحل عادل ونهائي، يحترم تطلعات سكان الصحراء ويضمن استقرار المنطقة. أما التقسيم، فلا يحمل في طياته إلا الفوضى والتفتيت، وهو أمر لا يمكننا القبول به تحت أي ظرف من الظروف.
الصحراء مغربية وستظل مغربية، ولا مساومة على وحدة التراب الوطني.


 

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح