72 طعنة وفرار لمدة 23 سنة.. إدانة مغربي قتل صديقه في فرنسا بـ 12 سنة سجنا
ريف ديا: متابعة
فرَّ “عبد السلام” لمدة طويلة دون أن يعلم أن سنوات فراره لن تزيل كوابيس مظلمة رافقته منذ أزيد من 20 سنة، عندما تورط رفقة آخرين في قتل مواطنه “عماد” بإحدى المدن الفرنسية سنة 2001.
الجريمة البشعة التي أرقت بال عبد السلام اقترفها لما كان شابا عشرينيا يطارد آمال تحقيق ذاته ببلاد الغربة، إذ وقف أمام رئيس الجلسة بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة ليحاكم عن جريمته البشعة بعد مرور 23 سنة عن ارتكابها.
تعود تفاصيل الواقعة لإحدى ليالي سنة 2001 عندما تقاسم المتهم رفقة صديقين فرنسيين وآخر مغربي جرعات من الخمر، قبل أن يدخل ثلاثة منهم في خلاف مع عماد الضحية، والذي سرعان ما وجد نفسه فريسة لعدوانية زملاءه بجلستهم الخمرية، حيث تناوبوا على طعنه بأزيد من 70 طعنة قبل أن يدهسوه بسيارة ليلوذوا بعدها بالفرار بعدما تأكدوا من وفاة صديقهم.
لم يدم للأبد مقام الجاني بفرنسا، وظلت مسألة إلقاء القبض عليه مسألة وقت فقط، خصوصا بعدما تم إلقاء القبض على زميله “ليدوفيك” رفقة شقيقه، إذ اعترفا معا بمسؤولية عبد السلام الذي كان حينها شاب في العشرينات من عمره، والذي أفلت من قبضة الشرطة الفرنسية فيما حكم على الفرنسي بعقوبة 12 سنة سجنا قضى منها 6 سنوات قبل أن يحصل على عفو، كما قضت محكمة فرنسية بإدانة عبد السلام بالسجن 18 سنة سجنا غيابيا.
وهرب عبد السلام نحو وجهات مجهولة لم تهتدي إليها السلطات الفرنسية، حتى اعتقد المهاجر المغربي أنه نجا من مصير زميليه قبل أن يقع في المحظور.نهاية حزينةفر عبد السلام من وجهة لأخرى ثم عاد لوطنه مكرها قبل أن يتفاجأ بمذكرة بحث دولية أنهت فراره، ليتم إحضاره من الرباط نحو طنجة لمواجهة مصيره المحتوم.
مرت 23 سنة جعلت الجريمة تتقادم حسب محامية عبد السلام التي لم تستوعب متابعة موكلها بعد مرور تلك السنوات، دون أن تقتنع المحكمة بتبريرات عبد السلام وحتى إنكاره، ليتم الحكم عليه بالسجن 12 سنة، منهية كوابيس ظلت تطارد المتهم منذ حوالي ربع قرن.
