بتنسيق أمني محكم: ضبط 2000 علبة سجائر و3 كيلوجرامات من “الطابة” في الناظور.
![](https://i0.wp.com/rifdia.com/wp-rif/uploads/img_1731692372774.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
ريف ديا// أحمد علي المرس
تمكن رجال الجمارك وعناصر السكانير، صباح اليوم الجمعة 15 نوفمبر، بتنسيق وثيق مع رجال الأمن، من إحباط واحدة من أكبر محاولات التهريب التي شهدها ميناء بني انصار بالناظور للسجائر. هذه العملية النوعية استهدفت التصدي لعملية تهريب كمية كبيرة من السجائر ومادة “الطابة” كانت موجهة نحو الأسواق الأوروبية، مستغلة سيارة من نوع “فوركو” مخصصة لنقل الأمتعة غير المرتفقة، والتي تم تجهيزها بمخبأ سري أُعد بعناية فائقة لتنفيذ هذا المخطط.
أسفرت عملية التفتيش الدقيق التي تمت باستخدام جهاز السكانير عن اكتشاف 200 “كارطوش” من السجائر من حجم 10 علب، أي ما يعادل 2000 علبة من نوعي “مارلبورو” و”وينستون”، إلى جانب ثلاثة كيلوغرامات من مسحوق “الطابة”. تُقدر القيمة المالية لهذه المحجوزات بحوالي 8 ملايين سنتيم (8000 درهم)، مما يعكس حجم الخسائر الاقتصادية التي كانت ستلحق بخزينة الدولة جراء هذه العملية لو نجحت.
جهود التنسيق الأمني والجمركي
العملية جاءت في إطار التنسيق المتواصل بين المصالح الجمركية والأمنية في ميناء بني انصار، حيث تم استدعاء عناصر مصلحة التفتيش والتدقيق التابعة للإدارة الجهوية بالناظور، لمواكبة هذه العملية وتعميق التحقيقات مع الموقوف. ويُعد هذا التعاون نموذجًا عمليًا يُبرز أهمية التنسيق الفعال بين مختلف الأجهزة المعنية بمكافحة التهريب.
تهريب السجائر ومسحوق “الطابة” يمثل تهديدًا مزدوجًا، اقتصاديًا. فعلى الصعيد الاقتصادي، تُسهم هذه العمليات في تفاقم الخسائر المالية للدولة من خلال التهرب الضريبي، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تهريب هذه المواد يعكس نشاط شبكات منظمة تستغل الثغرات لمحاولة النفاذ إلى الأسواق الخارجية.
تُعتبر هذه العملية رسالة واضحة للمهربين و دليلًا قاطعًا على يقظة المصالح الجمركية والأمنية في ميناء بني انصار، واستعدادها للتعامل مع محاولات التهريب بمهنية عالية، مستعينة بالتقنيات الحديثة كأجهزة السكانير والخبرة المتراكمة لدى فرق التفتيش. كما تبعث رسالة واضحة إلى المهربين بأن الموانئ المغربية محمية بشكل صارم، وأن محاولات الالتفاف على القانون ستواجه بحزم.
مرة أخرى، تؤكد هذه العملية أهمية تعزيز الجهود المشتركة بين مختلف الأجهزة لمكافحة شبكات التهريب التي تهدد الاقتصاد الوطني والصحة العامة. كما تُبرز الحاجة إلى الاستثمار المستمر في تطوير البنية التحتية الجمركية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمجابهة هذا التحدي.