الجمارك المغربية: قرارات تأديبية صارمة…تنقيلات وتدريبات لإعادة السمعة المفقودة

ريف ديا // أحمد علي المرس

في خطوة غير مسبوقة، أقدمت الإدارة العامة للجمارك على اتخاذ قرار مثير للجدل بشأن ميناء طنجة المتوسط، يُرجَّح أن يكون ذا طبيعة تأديبية، حيث شمل عددًا من الجمركيين العاملين في نقاط التفتيش المختلفة، مع التركيز على نقطة السكانير التي أثارت جدلًا واسعًا. ووفقًا لما نشرته جريدة “الصباح”، كشفت مصادر مقربة من الإدارة العامة للجمارك عن تنقيل خمسة عناصر كانوا يعملون في نقطة التفتيش والتدقيق بجهاز السكانير، بعد ضبط حمولة من مخدر “الشيرا” على متن إحدى الشاحنات في ميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا، والتي تزامنت مع فترة عملهم بمصلحة السكانير.
وفي أعقاب هذا الحادث، فتحت مصلحة التفتيش والتدقيق التابعة للمديرية المركزية للإدارة العامة بالرباط، المعروفة اختصارًا باسم “لضاي”، تحقيقًا معمقًا حول ملابسات الواقعة. ويُشاع أن بعض عناصر الجمارك بميناء طنجة المتوسط قد يكونون متورطين مع أعضاء شبكات دولية لتهريب المخدرات. ووفقًا للمصادر نفسها، هناك عناصر يُشتبه في علاقتها بمهربين، خاصة فيما يتعلق بواردات الهواتف الذكية عالية الجودة التي أغرقت السوق الوطنية. هذه الهواتف تُدر أرباحًا طائلة تصل إلى الملايير على المستفيدين منها، وسط تورط عناصر من الجمارك ووسطاء محسوبين على المعشرين (الكومي) في تواطؤ خطير مع الموردين والمصدرين، حيث يُعتبر هؤلاء الوسطاء المستفيد الأكبر من هذه العمليات، بينما تتكبد خزينة الدولة خسائر بملايين الدراهم.
ويُرجع المصدر السبب الحقيقي إلى الوسطاء والسماسرة والشناقة الذين يُورطون عناصر الجمارك في هذه العمليات من خلال إغراءات مالية وأساليب تحايلية، فضلًا عن جلسات خارج نطاق العمل تصل إلى حد تعاطي السلوكيات المحظورة. وقد كشفت مصادر مقربة، بحسب جريدة “الصباح”، عن تنقيلات أخرى تمت بسرية تامة وشملت رتبًا مختلفة. ووفقًا لمعلومات توصل بها موقع “ريف ديا”، فإن عددًا من العناصر الجمركية على مستوى الإدارة الجهوية لجهة الشرق قد تم إرسالهم إلى مركز بن سليمان من أجل إعادة التدريب والتكوين، بعدما تبين تورطهم في عمليات مشبوهة وعدم كفاءتهم المهنية والتزامهم بالضوابط الجمركية المعمول بها.
وفي انتظار الكشف عن المزيد من التفاصيل، يبدو أن الإدارة العامة للجمارك مصممة على إعادة ترتيب أوراقها ومواجهة التحديات التي تهدد مصداقيتها. لنا عودة لتناول هذا الموضوع بالتفصيل، للوقوف على حيثياته وأسبابه.