ساحة البرلمان في الرباط تشهد احتجاجات حاشدة تضامنًا مع غزة

ريف ديا/// أحمد علي المرس

في مساء يوم الثلاثاء 7 يناير الجاري، شهدت ساحة البرلمان المغربي في العاصمة الرباط وقفة احتجاجية غاضبة، عبّرت خلالها جموع المحتجين عن رفضها الصارخ للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة. ارتفعت الأصوات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي والتطبيع معه، في مشهد يُجسّد صرخةً تضامنية تحمل كل معاني الأخوة الإنسانية والمساندة للقضية الفلسطينية.
بينما تُحاصر غزة من كل جانب تحت وابلٍ من القذائف، ويقف العالم في صمتٍ مُطبق، اختار المغاربة في العاصمة الرباط أن يكسروا هذا الصمت بوقفة احتجاجية صادحة بالحق. جاء المحتجون حاملين الأعلام الفلسطينية ورافعين شعاراتٍ تُدين العدوان الغاشم، ليُؤكدوا أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية عربية أو إسلامية، بل قضية إنسانية تمس الضمير العالمي.
هتف المحتجون بشعارات تدعو لوقف العدوان الفوري على غزة، منددةً بالصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال، الذي بات يضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية. كما طالبوا بإنهاء كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، معتبرين أن التطبيع بمثابة خيانة لدماء الشهداء وآلام الجرحى الفلسطينيين. وفي لحظةٍ رمزية ذات دلالة عميقة، أُحرق العلم الإسرائيلي في ساحة البرلمان، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لأي تقارب مع الاحتلال.
ما يحدث في غزة هو جريمة إنسانية بكل المقاييس؛ قصفٌ لا يُميّز بين طفلٍ أو امرأةٍ، ومباني تُدمّر على رؤوس ساكنيها. وفي الرباط، عبّر المتظاهرون عن تضامنهم الكامل مع هذه المدينة المنكوبة، مُشددين على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته الأخلاقية والقانونية في حماية الشعب الفلسطيني.
لا يخفى على أحد أن الصمت الدولي أمام ما يحدث في غزة بات يُشكّل جريمةً إضافية بحق الإنسانية. تساءل المحتجون أمام البرلمان عن دور المؤسسات الدولية التي وُجدت لحماية حقوق الإنسان، وعن مصداقية المنظومة العالمية التي تُغضّ الطرف عن العدوان الإسرائيلي. حملت الوقفة رسالة واضحة: “العالم مسؤول، والتخاذل الدولي شريكٌ في الجريمة”.
اختُتمت الوقفة الاحتجاجية بنداءاتٍ مُلّحة لكل القوى الحيّة في العالم للتحرك العاجل، لوقف شلال الدم الفلسطيني، ولإحياء القيم الإنسانية التي تتعرض للتآكل أمام المصالح السياسية والاقتصادية. غزة، كما قال أحد المشاركين في الاحتجاج، ليست بحاجة إلى كلماتٍ فقط، بل تحتاج إلى أفعالٍ تضع حدًا لهذا الاحتلال الغاشم.
كانت ساحة البرلمان المغربي في الرباط اليوم رمزًا للتضامن الشعبي العارم مع غزة، ومشهدًا يُعيد التذكير بأن القضية الفلسطينية تعيش في وجدان كل مغربي. في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ستظل شعوب العالم الحيّة تُقاوم الصمت الدولي، وتُعلن بصوتٍ واضح أن الإنسانية لن تموت، وأن الظلم لن يدوم.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح