ميناء بني انصار الناظور…حنكة الأمن تحبط تهريب أحدث إصدارات الهواتف الذكية.

ريف ديا ///// أحمد علي المرس
تمكّنت عناصر الأمن التابعة لفرقة التفتيش والتدقيق بميناء بني انصار، مساء اليوم السبت 12 يناير الجاري، على تمام الساعة الثامنة مساءً، من إحباط عملية نوعية لتهريب مجموعة من الهواتف الذكية ذات الجودة العالية والماركات العالمية الفاخرة. تمت العملية في إطار الجهود المستمرة لمحاربة التهريب وحماية الاقتصاد الوطني، حيث كشفت عن محاولات متطورة لاستغلال المنافذ الحدودية لإدخال سلع غير مشروعة.
أخضعت عناصر الأمن سيارة خفيفة لتفتيش دقيق، تحمل لوحة ترقيم فرنسية، كان يقودها مواطن فرنسي من أصل مغربي قادم من ميناء ألميريا الإسباني باتجاه مدينة الناظور. ورغم أن الوثائق التي قدّمها السائق كانت تبدو سليمة، إلا أن الحنكة الأمنية لعناصر الأمن كشفت الهواتف الذكية ودَفَعَت فريق التفتيش إلى توجيه السيارة نحو جهاز الكاشف الضوئي “السكانير” لإجراء فحص دقيق.
وأثناء الفحص، وبتفتيش السيارة، تم ضبط 12 هاتفًا من نوع iPhone وهاتف واحد من نوع Samsung. وشملت المحجوزات هواتف جديدة ومتنوعة من أحدث الإصدارات، بما في ذلك iPhone 15. وبلغ المجموع 16 هاتفًا ذكيًا تُعد من بين الأحدث في السوق العالمي. وتشير التقديرات إلى أن الهواتف المهربة تُقدَّر قيمتها الإجمالية بمبالغ كبيرة، حيث يبلغ سعر الهاتف الواحد حوالي 40 ألف درهم. تعكس هذه الأرقام حجم المحاولة ومدى تأثيرها السلبي المحتمل على الاقتصاد الوطني، خصوصًا أن مثل هذه العمليات تضرب في عمق المنافسة العادلة وتلحق أضرارًا بالسوق المحلي.
تم توقيف السائق على ذمة التحقيق، حيث يتم استجوابه لتحديد الشبكة المحتملة التي تقف خلف هذه العملية. كما تم حجز السيارة والهواتف المضبوطة وإعداد تقرير مفصّل حول الواقعة لإحالته إلى الجهات المختصة لاتخاذ التدابير القانونية المناسبة. وكنا قد أشرنا في مقالات سابقة إلى أن السيارات الصغيرة يستخدمها أصحابها في التهريب، وأن هناك شبكة تعمل على تهريب السلع عبر ميناء بني انصار بالناظور، مع وجود توطؤ من بعض العناصر الجمركية الذين جرى اتخاذ قرارات تنقيل في حقهم مؤخرًا.
تعكس هذه العملية عدة رسائل ودلالات هامة. أولًا، تبرز يقظة وكفاءة الأجهزة الأمنية المغربية في التصدي لمحاولات التهريب بكل أشكالها، بفضل الاعتماد على تقنيات متطورة مثل أجهزة “السكانير” التي أثبتت فعاليتها في كشف المحاولات المعقدة لإخفاء السلع المهربة. ثانيًا، تعزز هذه العملية ثقة المواطنين في قدرة الأجهزة الأمنية على حماية الحدود والتصدي للأنشطة غير المشروعة.
موانئ المغرب، ومن ضمنها ميناء بني انصار، ليست فقط بوابات تجارية تربط البلاد بالعالم، بل هي أيضًا خطوط دفاع متقدمة في مواجهة الجرائم الاقتصادية العابرة للحدود. نجاح هذه العملية الأمنية يبرهن على أهمية هذا الميناء الاستراتيجي ودوره الحيوي في تعزيز الأمن الوطني.
تظل هذه الواقعة دليلًا حيًا على الجهود التي تبذلها المملكة المغربية لتعزيز الأمن وحماية الاقتصاد من مخاطر التهريب. وبينما تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لكشف أبعاد هذه العملية وربما ارتباطها بشبكات تهريب أكبر، تبقى يقظة السلطات الأمنية درعًا حاميًا للاقتصاد الوطني ومصدر فخر لكل مواطن مغربي.