من الشحن إلى السوق السوداء…أين اختفت الهواتف المسروقة من مطار الدار البيضاء؟

ريف ديا //// احمد المرس
اهتز الرأي العام الوطني على وقع جريمة سطو غير مسبوقة بمطار محمد الخامس الدولي، حيث تمكنت شبكة إجرامية من الاستيلاء على مئات الهواتف المحمولة من منطقة الشحن، في عملية تكشف عن اختلالات!!! عميقة وتورط محتمل لوسطاء وعناصر من الشركة المناولة وحتى بعض عناصر الاخرى؟ هذه الجريمة، التي وصفت بالجريئة، عجلت بتدخل السلطات القضائية، إذ قرر قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء إحالة عشرة متهمين على السجن المحلي عين السبع، المعروف بسجن عكاشة، بينما تم وضع أربعة آخرين تحت المتابعة في حالة سراح، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات المقبلة. وجاء قرار الإحالة بعد مثول المتهمين أمام القاضي، الذي قرر تأجيل التحقيق التفصيلي إلى الأسبوع المقبل لاستدعاء باقي الأطراف وإجراء مواجهة مباشرة بينهم، في خطوة تهدف إلى تفكيك خيوط هذه الشبكة وكشف الامتدادات الخفية للقضية. وكان الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف قد أصدر قراره بإحالة الملف على قاضي التحقيق، عقب توقيف المتهمين للاشتباه في تورطهم بسرقة أكثر من 600 هاتف محمول، وهي العملية التي تمت أثناء توقف طائرة في مطار محمد الخامس قبل استئناف رحلتها نحو وجهة إفريقية. التحرك السريع لمصالح الدرك الملكي بالمطار، عقب تلقي شكاية من الشركة المالكة للهواتف، قاد إلى توقيف عدد من العاملين بإحدى شركات المناولة بالمطار، ما فتح الباب أمام فرضيات تورط وسطاء اعتادوا استغلال الثغرات الأمنية لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وتبقى الأسئلة مفتوحة حول الوجهة التي سلكتها الهواتف المسروقة، وحول هوية التجار الذين تسلموها، وهو ما يرجح توسيع دائرة التحقيقات خلال الأيام القادمة. القضية، التي تسلط الضوء على هشاشة بعض الإجراءات الأمنية داخل المطار، قد تكون مجرد رأس جبل الجليد لشبكة أكبر تنشط في تهريب السلع والبضائع تحت غطاء خدمات الشحن الجوي، وهو ما يجعل الرأي العام يترقب نتائج التحقيقات بفارغ الصبر، في انتظار محاسبة كل المتورطين دون استثناء.