عقبات جمركية أم استهداف ممنهج؟ جدل حول منع مواطن إسباني من إدخال الشوكولاتة إلى بني انصار عبر مليلية.

ريف ديا
أثارت حادثة منع مواطن إسباني من إدخال ست شرائح من الشوكولاتة إلى عبر معبر بني انصار جدلا واسعا، بعدما عنونت جريدة “الفارو دي مليلية” الخبر بلهجة شديدة، متهمة السلطات المغربية بالتعسف والإهانة.
وبحسب الصحيفة، فإن المواطن الإسباني، القادم من مدينة ألميريا، تفاجأ بمنعه من إدخال الشوكولاتة عبر المعبر الحدودي، حيث خيرته الجمارك المغربية بين التخلي عنها أو إعادتها إلى مليلية. وعند اختياره إرجاعها، أكدت الجريدة أنه تعرض للتوقيف لأكثر من نصف ساعة، وسط ما وصفته بالسخرية والاستهزاء والاستفزاز من قبل السلطات المغربية.
هذه الواقعة تطرح تساؤلات حول خلفيات التشديد الجمركي على المعابر بين بني انصار ومليلية، حيث تطبق الجمارك قوانين صارمة تتعلق بإدخال بعض المنتجات الأجنبية رغم استعمالها الشخصي، خاصة في ظل الجدل القائم حول التجارة غير المشروعة عبر الثغر المحتل.
لكن في المقابل، لا يمكن تجاهل أن بعض وسائل الإعلام الإسبانية، خاصة في مليلية وسبتة، اعتادت تضخيم مثل هذه الحوادث لأغراض سياسية، بهدف انتقاد الإجراءات المغربية وإظهارها في صورة تعسفية.
وما يقوي هذه المغالطات هو انعدام التواصل الرسمي من قبل المسؤول على مكتب الجمارك باب مليلية قصد تنوير الرأي العام بشأن ما تدعيه وسائل اعلام الاحتلال التي اعتبرها انتهاك للقوانين من قبل المكتب الذي يرأسه.
وجدير بالذكر أن المعابر الحدودية بين بني انصار ومليلية تشهد بين الحين والآخر توترات بسبب تشديد الرقابة الجمركية ، وهو ما يؤثر على السكان المحليين والتجار وحتى السياح. لكن يبقى السؤال الأهم: هل كانت هذه الحادثة مجرد تطبيق عادي للقوانين الجمركية، أم أن هناك خلفيات أخرى وراء تضخيمها إعلاميًا؟ في ضل انعدام التواصل من قبل الجمارك بباب مليلية.
الجدل مستمر، لكن الأكيد أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا دائمًا ما تلقي بظلالها على أبسط الأحداث العابرة بين الضفتين.