مزور: أنا من أغلق “كرامة روسيكلاج” بالناظور…

ريف ديا
في اعتراف لا يقل عن كونه صدمة للرأي العام، خرج وزير التجارة والصناعة، رياض مزور، عن صمته ليكشف أن قرار إغلاق شركة الملابس المستعملة في الشمال ” كرامة روسيكلاج” كان بإرادة منه شخصيا، مبررا ذلك بكون المشروع “مؤقت فقط”. هذا الاعتراف الخطير ليس مجرد تصريح عابر، بل هو إعلان رسمي عن رمي أكثر من 1500 أسرة في براثن الفقر والتشرد، من دون تقديم أي بدائل أو تعويضات.
حكومة عزيز أخنوش، التي لطالما تغنت ببرامجها الاجتماعية والتنموية، تكشف يوما بعد يوم عن وجهها الحقيقي: حكومة تدير ظهرها للفقراء، وتجيد فن إغلاق الأبواب دون أن تفتح نوافذ للأمل. أبناء الناظور، الذين عانوا لسنوات من التهميش، وجدوا أنفسهم من جديد أمام واقع قاتم بعد أن سُحبت منهم آخر فرصة شغل كانت تمنحهم شيئا من الكرامة والعيش الكريم.
هل يعقل أن يغلق مشروع بهذه البساطة، دون حوار مجتمعي، دون إشراك الفاعلين المحليين، ودون أي دراسة لآثاره الاجتماعية والاقتصادية؟ أم أن الأمر يتعلق بسياسة منهجية لضرب اقتصاد الشمال وتهجير أبنائه؟
هذا القرار يعيد إلى الواجهة مطلبا حيويا عاد للظهور بقوة: فتح معبري مليلية وسبتة. فمنذ أن تخلت الحكومة عن أبناء الناظور والمناطق المجاورة، لم يعد أمام المواطن البسيط سوى المطالبة بإعادة فتح الشرايين الاقتصادية التي كانت، رغم هشاشتها، تمثل موردا وحيدا لآلاف العائلات.
كل الأنظار تتجه الآن إلى الأيام المقبلة، فالغضب الشعبي يتصاعد، والاحتقان الاجتماعي ينذر بما هو أخطر. الصمت لم يعد خيارا، والتبريرات لم تعد تقنع أحدا. إما أن تتحرك الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو أن تتحمل كامل مسؤوليتها في تفجير الوضع الاجتماعي بالمنطقة.