أطراف بشرية وأسلحة في “بيت الله” : جريمة مروعة تهز مدينة ابن أحمد

ريف ديا- أحمد علي المرس

في مشهد صادم تقشعر له الأبدان، تحولت جنبات المسجد الأعظم بمدينة ابن أحمد من بيت للطمأنينة والسكون الروحي، إلى مسرح لجريمة مرعبة لم تألفها المدينة الهادئة منذ عقود. فقد عُثر مساء الأحد 20 أبريل، على بقايا بشرية داخل أكياس بلاستيكية مدفونة في ركن خفي من دورات المياه الملحقة بالمسجد، إلى جانب مجموعة من الأسلحة البيضاء، في واقعة تعيد إلى الأذهان أبشع صور الجريمة المنظمة. الواقعة استنفرت الأجهزة الأمنية بكل مستوياتها، حيث فتحت الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمدينة ابن أحمد، مدعومة بعناصر من المصلحة الولائية للشرطة القضائية بسطات، بحثًا قضائيًا معمقًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على ملابسات هذه الجريمة النكراء، وكشف هوية الضحية، والأهم من ذلك، فهم خلفيات اختيار فضاء مقدس كمسرح لفعل إجرامي بهذه البشاعة.
التحقيقات الأولية قادت عناصر الشرطة العلمية والتقنية إلى اكتشاف الأطراف البشرية ملفوفة بعناية داخل أكياس، في ما بدا أنه محاولة لإخفاء معالم الجريمة داخل مرافق المسجد. المثير للريبة أن المشتبه فيه، الذي كان متواجدًا في عين المكان لحظة التفتيش، كان يرتدي ملابس داخلية تحمل آثار دماء، ويظهر عليه اضطراب نفسي حاد وسلوك اندفاعي غير سوي، ما دفع الشرطة إلى توقيفه بشكل فوري. مصادر مطلعة أفادت أن المعني بالأمر يخضع حاليًا لتدقيق أمني وطبي مكثف، في انتظار نتائج فحوصات الحمض النووي التي ستُحدد مدى علاقته المباشرة بالضحية. كما أن عمليات التفتيش التي أجريت بمنزله أسفرت عن حجز متعلقات شخصية مشكوك في مصدرها، مما يفتح فرضية ضحايا آخرين محتملين أو دوافع سرقة وسلب.
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة أمام هول ما جرى: كيف وصل الحال لأن يُرتكب فعل بشري منحط بهذا الشكل داخل مكان يُفترض أن يكون آمنًا ومطهرًا من كل رجس؟! المسجد، كفضاء روحي، لم يسلم من عبث العابثين، وهي ليست المرة الأولى التي تشهد فيها فضاءات دينية حوادث غريبة، وإن كانت هذه الواقعة تتجاوز كل ما عهدته الذاكرة الأمنية بالمنطقة. إن الواقعة تُعيد النقاش حول الحماية الأمنية للمرافق الدينية، ودور المجتمع المحلي في رصد السلوكيات المشبوهة، خاصة وأن المتهم كان معروفًا بسلوك غريب وغير مألوف وسط الحي.
في انتظار ما ستُسفر عنه التحقيقات الجينية والتقنية، يبقى الشارع المحلي في ابن أحمد تحت صدمة عنيفة، ينتظر كشف خيوط هذه الجريمة التي لطّخت أطهر الأمكنة بدم الضحية، وربما بكثير من الأسرار التي لم تُروَ بعد. ويبقى السؤال الكبير: هل كانت الجريمة فردية بدافع نفسي؟ أم أن خلفها قصة أعمق وأخطر لم تتكشف بعد؟ التحقيق وحده كفيل بكشف المستور.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح