الناظور تحتضن النسخة الثانية لمعرض صيادلة الشرق وتكرم نخبة من الصيادلة بمشاركة وطنية واسعة

ريف ديا
احتضنت مدينة الناظور حدثًا بارزًا في مسار مهنة الصيدلة بالمغرب، تمثل في تنظيم لقاءات جهوية لصيادلة جهة الشرق، جمعت ولأول مرة ثماني نقابات مهنية تحت مظلة “ائتلاف نقابات صيادلة الشرق”. وقد عرف اللقاء، الذي نظم على هامش النسخة الثانية من معرض الائتلاف، مشاركة مكثفة لأزيد من 500 صيدلي وصيدلية من مختلف جهات المملكة، مما يعكس أهمية هذا الموعد المهني في المشهد الصيدلي الوطني.
توزع المعرض، الذي افتتحه المنظمون بمشاركة مختلف الفاعلين في قطاع الصيدلة، على ستين خيمة عرضت من خلالها المختبرات الطبية وموزعو الأدوية أحدث منتجاتهم وخدماتهم، مما أتاح للمهنيين فرصة للاطلاع المباشر على آخر المستجدات العلمية والتقنية في المجال.
شكلت اللقاءات فرصة لفتح نقاشات معمقة حول قضايا حيوية تهم مستقبل مهنة الصيدلة بالمغرب، حيث ركزت المداخلات على عدة مواضيع راهنية، من بينها دور الصيدلي في النظام الصحي الجديد، وتحليل مضامين الظهير الشريف لسنة 1922 الخاص بتوريد المواد السامة والاتجار بها، إضافة إلى أهمية التحديث الرقمي في تطوير عمل الصيدليات، وكذا دراسة دورة الكيمياء الصيدلية كأساس علمي لمزاولة المهنة.
تناولت النقاشات الجوانب العلمية والقانونية والاجتماعية المرتبطة بالمهنة، وتميزت بجدية عالية من قبل المشاركين الذين أبانوا عن وعيهم بجسامة الرسالة التي يضطلع بها الصيدلي كفاعل أساسي في حماية صحة المواطنين وتعزيز جودة الخدمات الصحية.
وتكريسًا لثقافة الاعتراف والامتنان، شهد اللقاء تنظيم حفل تكريمي مميز، شمل صيادلة من مختلف المستويات المحلية والجهوية والوطنية، ممن قدموا إسهامات معتبرة في خدمة المهنة والدفاع عن مصالح الصيادلة، وتطوير المنظومة الصحية الوطنية. وقد شكل هذا التكريم لحظة تقدير رمزية واعترافًا بالمجهودات الجبارة التي بذلها هؤلاء الرواد في سبيل الارتقاء بمهنة الصيدلة وتثبيت دورها الحيوي داخل المجتمع المغربي.
في ختام الفعاليات، أبرز المشاركون أهمية تعزيز التنسيق بين النقابات الصيدلية، باعتبار التعاون أساسًا لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات التي يطرحها السياق الوطني والدولي في مجالات الصحة والصيدلة. كما شددوا على ضرورة صون مكانة الصيدلي ودعمه ليواصل أداء دوره الحيوي ضمن المنظومة الصحية المغربية، خاصة في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها القطاع.
بهذا، يكون لقاء الناظور قد أكد مرة أخرى على أهمية الرهان على التأطير النقابي والتعاون المهني كرافعتين أساسيتين للنهوض بمهنة الصيدلة، وتقديم إضافات نوعية تخدم صحة المواطنين وتعزز من جودة الخدمات الصحية بالمغرب.