“رشيد الوالي: الزواج ليس معركة… بل رحلة صبر ومحبة”

ريف ديا
في لحظة تأمل عميقة تنبع من خبرة وتجربة طويلة، كتب الممثل المغربي رشيد الوالي تدوينة مؤثرة، تطرق فيها إلى التغيرات التي مست مفهوم الزواج والأسرة في مجتمعاتنا، موجهاً نداءً صادقاً للعودة إلى القيم الأصيلة التي جمعت قلوب الأزواج قديماً، قبل أن تفرقها الصراعات الحديثة.
رشيد الوالي استهل تدوينته متسائلًا:
“في كل مرة نُعدّل مدونة الأسرة، أقول في نفسي: هل كنا نحتاج نصوصًا جديدة؟ أم كنا فقط نحتاج أن نعود لما كُتب في قلوبنا أول مرة؟”
بهذا التساؤل العميق، يلفت الفنان إلى أن القوانين مهما كانت محكمة، لن تكون بديلاً عن القيم النبيلة التي كانت أساس الأسرة: الستر، المحبة، وبناء العائلة.
من الستر إلى الشروط
ويتابع الوالي وصفه للتحول الذي عرفته الحياة الأسرية:
كان الناس قديماً يقبلون على الزواج بنيّة الستر والمودة، أما اليوم، فقد صار الزواج يسبق بحقيبة ثقيلة من الشروط والأسئلة: من يدفع؟ من يصرف؟ من يتنازل؟ من ينتصر؟
تحول الزواج إلى معركة حسابات، وكل طرف يحصي بدقة كم أعطى وكم أخذ، مما زعزع أساسات العلاقات الزوجية.
الرجل والمرأة… ضحيتان لا خصمان
لم يغفل الوالي الإشارة إلى الضغوط المتزايدة على الطرفين، حيث وصف الرجل بأنه مغلوب على أمره، مطالب بتحمل مصاريف متعددة رغم ظروفه الصعبة أحياناً، في حين أن المرأة رغم عملها وكفاحها وصبرها، وجدت نفسها أيضاً تتحمل ما يفوق طاقتها، حتى باتت في خضم هذه المعركة تنسى حاجتها الأساسية للحنان والدعم.
البُعد عن الرحمة
وفي لحظة صدق مؤلمة، يعترف رشيد الوالي بأننا ابتعدنا عن تعاليم القرآن، وعن الرحمة التي أمرنا الله أن نؤسس عليها علاقاتنا، مشيراً إلى الآية الكريمة التي تصف الزوجين بأنهما “لباسٌ لبعض”.
بالمقابل، انجرفت مجتمعاتنا نحو تقليد أنماط غربية، ظنًّا منها أنها نماذج ناجحة، بينما في واقع الأمر، تعاني هذه المجتمعات من تراجع الزواج وتناقص الولادات، حتى أصبحت دور العجزة مأهولة بمسنين يموتون وحيدين في صمت بارد.
العودة إلى الدفء العائلي
في ختام تدوينته، يوجه الوالي نداءً مؤثراً:
هل هذا ما نريده لأنفسنا؟ أن نصبح شعوباً بلا عائلات، بلا أحفاد، بلا ذكريات حية؟
يدعو رشيد الوالي إلى العودة إلى رشدنا، إلى ترسيخ الصبر في قلوبنا، وإلى تذكر أن الزواج ليس حلبة صراع، بل رحلة شراكة وصبر ومحبة.
ويختم بقوله:
“فلا الرجل عدو، ولا المرأة خصم. نحن نصفان خلقهما الله ليكتملا، لا ليتصارعا.”
مشدداً على أهمية تربية الأجيال الجديدة على المحبة والصبر، لا على الحقد والصراع، قائلاً:
“ربّوا أبناءكم على الصبر لا على الحقد. علّموهم أن العائلة حضن… لا ساحة قتال.”