أزغنغان.. مقبرة تاريخية تتحول إلى مصب للأزبال والواد الحار قرب ضريح المجاهد محمد أمزيان

ريف ديا: سليمان الفرسيوي – محمد أزدوفال
في مشهد يثير الاستنكار والاستياء العميقين، تعيش مقبرة “سيدي أحمد” بمدينة أزغنغان وضعاً كارثياً بعد أن تحولت إلى ما يشبه مصبًّا للنفايات المنزلية ومجرى لقنوات الصرف الصحي، في انتهاك صارخ لحرمة الموتى وتجاهل تام لقدسية هذا المكان الذي يحتضن رفات أجيال من أبناء المنطقة.
وتوثق شهادات ساكنة الأحياء المجاورة مشاهد مؤلمة، حيث تتراكم الأزبال والأتربة وسط القبور، فيما تصب أنابيب الواد الحار مباشرة داخل محيط المقبرة، مخلِّفة روائح كريهة وأوضاعاً غير إنسانية تمسّ مشاعر الزوار وأسر الموتى الذين يلجأون إلى المكان لقراءة الفاتحة والترحم على ذويهم.
ويزداد وقع هذا الانتهاك فداحة بالنظر إلى القيمة التاريخية والرمزية للمقبرة، إذ تقع بجوار ضريح المجاهد الكبير وأحد رموز المقاومة في الريف الشريف مولاي محمد أمزيان، ما يجعل من الوضع القائم إهانة مزدوجة لذاكرة النضال الوطني ولحرمة الموتى على حد سواء.
ورغم الشكايات المتكررة التي وجّهها سكان المدينة والفعاليات المدنية، لم تُسجَّل أي مبادرة فعلية من طرف مجلس جماعة أزغنغان للتدخل وتنظيف المقبرة أو وضع حد لهذا الاستهتار، في وقت يعتبر فيه الحفاظ على كرامة الموتى وصيانة المقابر من أبسط واجبات السلطات المحلية والمجالس المنتخبة.
ويطالب المواطنون، في ظل هذا الوضع غير المقبول، بتدخل عاجل من السلطات المعنية، لوضع حد لهذه الممارسات المخلّة بالأخلاق والذوق العام، ورد الاعتبار لمكانة المقبرة وصيانتها بما يليق بذاكرتها التاريخية والدينية.
فأن تتحول مقبرة ضاربة في القدم إلى مكب للنفايات ومجرى للمياه العادمة هو أمر لا يمسّ فقط حرمة الأموات، بل يكشف أيضاً عن فشل جماعي في احترام القيم الإنسانية والدينية التي تحث على تكريم الإنسان حياً وميتاً.
ريف ديا حلت بمقبرة “سيدي أحمد” بمدخل مدينة أزغنغان وأعدت التقرير المصور التالي:






