ساكنة تِرقاعْ بالناظور تستنكر ترك الشوارع في حالة “ترقيع دائم” بعد كل إصلاح

ريف ديا – رشيد لكزيري
تعاني ساكنة حي ترقاع بمدينة الناظور منذ فترة من تدهور واضح في وضعية عدد من الأزقة والشوارع، التي كانت قد خضعت قبل أزيد من عشر سنوات لأشغال التهيئة والتزفيت في إطار مشاريع التأهيل الحضري التي أشرفت عليها وكالة مارتشيكا.
غير أن تلك المجهودات التي أعادت آنذاك للحي رونقه، سرعان ما تبخرت بسبب توالي عمليات الحفر المتكررة الناتجة عن تسربات في أنابيب وقنوات الماء الصالح للشرب. هذه التدخلات، التي تقوم بها الشركة المكلفة بتدبير شبكة المياه، لم تكن في مستوى تطلعات الساكنة، إذ غالبًا ما تُترك الحفر بعد الإصلاح دون إعادة تزفيتها بشكل جيد، ما أدى إلى تحول الشوارع إلى مساحات غير متجانسة تشبه “رقع الشطرنج”.
وقال عدد من سكان الحي في تصريحات لموقع ريف ديا إنهم باتوا يشعرون بالإحباط والغضب من هذا الوضع المتردي، مشيرين إلى أن “الأزقة التي كانت إلى وقت قريب منظمة ومعبدة، أصبحت اليوم محفّرة ومليئة بالتشققات، ما يعرقل حركة المرور ويتسبب في معاناة يومية للسكان ومستعملي الطريق”، مؤكدين أن الإصلاحات التي شهدتها أنابيب توزيع الماء الشروب بالمنطقة لم توقف أشكالية تسرب المياه بالشوارع والأزقة، الأمر الذي يتسبب في ضياع كميات كبيرة ومهمة من هذه المادة الحيوية، في ظل أزمة الجفاف وندرة المياه التي تعرفها المملكة.
وتساءل المتحدثون عن غياب التنسيق بين المصالح المعنية، مؤكدين أن “ما يجري يعبّر عن سوء تدبير واضح للمرفق العمومي، حيث تُصرف الملايين في التهيئة ثم تُعاد الأمور إلى نقطة الصفر بعد سنوات قليلة دون أي متابعة أو إصلاح حقيقي”.
وطالب المتضررون السلطات المحلية والجماعة الترابية والشركة المكلفة بتدبير الماء الصالح للشرب بالتدخل العاجل لإعادة تزفيت وترميم هذه الأزقة، حفاظًا على سلامة المواطنين وصورة الحي الذي كان الى وقت قريب من الأحياء النموذجية في المدينة.
وبين وعود المسؤولين وصبر الساكنة الذي بدأ ينفد، يظل حي ترقاع مثالًا حيًا على الاختلالات التي ترافق مشاريع البنية التحتية حين تغيب عنها الرؤية التشاركية والمتابعة المستمرة.
























