الرباط.. الأمن يطيح بمتورطين جدد في إعداد قنابل “مولوتوف”

ريف ديا – أحمد علي المرس
وفق معطيات مؤكدة حصلت عليها الجريدة من مصدر أمني مطلع، تمكنت مصالح الأمن بمدينة الرباط، يوم الخميس 02 أكتوبر 2025، من توقيف أربعة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في إعداد قنابل حارقة من نوع “مولوتوف”، بغرض استعمالها في أعمال تخريبية تهدد النظام العام وسلامة المواطنين.
ووفق المصدر نفسه، جرى ضبط قاصر يبلغ من العمر 17 سنة، يرمز لاسمه بـ(س.ج)، وهو يحمل حقيبة ظهر بداخلها ثماني قنابل مولوتوف، خمس منها مملوءة بسائل سريع الاشتعال. وأكد المعني بالأمر أن رفاقه حصلوا على مادة البنزين في قنينة بلاستيكية من إحدى محطات الوقود بشارع محمد السادس.
المعطيات ذاتها أوضحت أن الموقوف كان برفقة ثلاثة أشخاص آخرين لاذوا بالفرار في حينه، ويتعلق الأمر بـ(أ. ك.) تلميذ بإعدادية محلية، و(أ. ب.) الملقب بـ”بيبيا”، و(ز. أ.)، تلميذ، إضافة إلى (أ. ج.) حلاق. لكن يقظة الأجهزة الأمنية مكنت، مباشرة بعد فتح البحث القضائي، من توقيف ثلاثة من الفارين إثر عملية تمشيط دقيقة نفذتها فرقة الأبحاث، وهم (ح. أ.) الملقب بـ”ولد السعدية” والبالغ 19 سنة، و(أ. ك.) في نفس العمر، و(أ. ز.).
المعطيات الأولية التي كشفت عنها الأبحاث، حسب المصدر الأمني، بيّنت أن الموقوفين جربوا بالفعل اثنتين من القنابل الحارقة في أرض خلاء بدوار دوم بحي بيزانطا، حيث كانوا يخططون لاستعمالها ضد شخص متورط، وفق ادعائهم، في اعتداء مقرون بالسرقة. وقد عثرت عناصر الشرطة، خلال عملية التفتيش، على مسحوق أبيض مخصص للذوبان داخل القنينات بهدف إحداث انفجار أقوى.
ووفق إفادات المشتبه فيهم، فإن طريقة التصنيع استوحوها من مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت، مرتبطة خصوصا بالأحداث الأخيرة التي شهدتها مدن وجدة وإنزكان، وهي الرواية التي أكدها جميع الموقوفين أثناء استجوابهم بشكل منفصل.
وقد تم، حسب نفس المصدر، وضع جميع المتهمين رهن تدابير الحراسة النظرية بأمر من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي كلف الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمواصلة البحث في القضية، في أفق كشف باقي الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة الخطيرة.
إن هذه الوقائع تكشف، مرة أخرى، أن الانفلات والفوضى إذا ما تُرك لها الحبل على الغارب، لا تحصد سوى الخراب والدمار، ولولا يقظة الأمن وسرعة التدخل لكانت العواقب وخيمة. فالواقع يشهد أن ضبط الرعاع والمتفلتين أهون من تركهم ينقادون وراء نزوات العنف والتخريب، إذ لا خلاف بين العقلاء أن الفوضى تفضي إلى قوانين الغاب وشراسة الكلاب وانتهاب الذئاب، وهو ما يستدعي يقظة مستمرة ومناعة مجتمعية قوية تقي البلاد شرّ دعاة الانفلات والفتن.






