رصاصة غادرة تُسكت صوت الحقيقة.. اغتيال الصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي في غزة

ريف ديا – الرباط
قُتل الصحافي والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي، مساء الأحد، في حي الصبرة بمدينة غزة، أثناء تغطيته الميدانية للدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، في حادثة أثارت موجة غضب واستنكار واسعَيْن داخل الأوساط الإعلامية والحقوقية الفلسطينية والعربية.
وبحسب مصادر طبية بمستشفى المعمداني، فقد نُقل الجعفراوي جثة هامدة بعد إصابته برصاص مسلحين مجهولين أثناء توثيقه مشاهد الدمار في المنطقة، فيما أشارت المصادر نفسها إلى أن المهاجمين سرقوا مقتنياته الشخصية قبل الفرار إلى وجهة مجهولة.
وأكدت عائلة الجعفراوي، في تصريحات محلية، أن ابنها كان قد تلقى تهديدات مباشرة بالاغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة، على خلفية عمله الصحافي وتغطيته المكثفة للانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في غزة.
ويُعدّ الجعفراوي من الوجوه الإعلامية البارزة في المشهد الفلسطيني، إذ ساهم من خلال تقاريره الميدانية وتوثيقاته المصوّرة في نقل مشاهد العدوان الإسرائيلي على القطاع والمعاناة الإنسانية إلى العالم، وشارك في حملات دولية تهدف إلى كشف ما وصفه بـ”جرائم الإبادة الجماعية” ضد سكان القطاع.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية في غزة، في بيان رسمي، مقتل عدد من عناصر الأجهزة الأمنية في اعتداء نفذته ميليشيا مسلحة داخل المدينة، موضحة أن قوات الأمن “تحاصر الميليشيا وتتعامل مع عناصرها بعد إطلاقهم النار على نازحين عائدين من جنوب القطاع”.
وأشارت الوزارة إلى أن التحقيقات الأولية تربط بين حادثة اغتيال الجعفراوي والهجوم المسلح، في انتظار استكمال الإجراءات الأمنية والقضائية لتحديد هوية المتورطين ودوافعهم.
رحيل الجعفراوي، الذي شكّل خلال سنتي الحرب صوتاً صادقاً لمعاناة الغزيين، يعيد إلى الواجهة المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحافيون الفلسطينيون، بين نيران الاحتلال وحالة الانفلات الأمني التي تُفاقم من معاناتهم اليومية في ميدان يختلط فيه الموت بالمهنة.






