مشرملان يسيطران على معبر مليلية (تفاصيل مثيرة)

يوسف الساكت :

نجت عناصر من إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة ورجال أمن بمدخل بني انصار المتاخم للحدود مع مليلية من محرقة حقيقية، حين شرع مهربان في صب قارورة بنزين تحت سيارات مرابطة قرب المعبر والتهديد بإضرام النار في جسديهما وإحراق كل من يتحرك بالمكان.

وعاش مهاجرون عائدون إلى المغرب لقضاء أيام العيد، وتجار وعناصر الجمارك بمدخل المدينة المحتلة، مساء أول أمس (السبت)، رعباً حقيقياً على مدى أكثر من ساعتين، «سيطر» فيها شقيقان مُهرّبان على الوضع في المنطقة، ومنعا الجميع من التحرك تحت التهديد بآلات حادة وقارورة من البنزين وولاعة، وازداد الوضع سوءاً، حين شرع أحد الشقيقين في صب المادة الحارقة تحت سيارة وَرَشّ جسده بها في محاولة لإحراق نفسه، بينما دخل الآخر أسفل سيارة للدفع الرباعي كان يقلها مهاجر مغربي وزوجته وابنته التي لا تتجاوز سنتين.

واحتج الشقيقان بهذه الطريقة «المشرملة» بعد منع عناصر الجمارك لأحدهما من تهريب كميات كبيرة من الأكياس البلاستيكية، بعد عملية تفتيش دقيقة خضعا لها، بمعية عدد من المهربين الآخرين، في إطار التصدي لعمليات إغراق السوق المغربية بهذه الأكياس الممنوعة من التداول والتسويق والاستعمال والتصنيع بموجب قانون صدر في الجريدة الرسمية.

وقال شهود عيان، إنه بمجرد اتخاذ الإجراءات في حق المهرب، وحجز بضاعته من قبل عنصرين من الجمارك وتحرير محضر بذلك، غادر المهرب (شاب في مقتبل العمر)، إلى بوابة بني انصار، حيث شرع في رمي الجمركيين بقطع حادة من الزليج، كادت أن تصيب أحد العناصر في وجهه، وبعد أن اعتقد الجمركيون أن المعتدي ذهب إلى حال سبيله، بعد تدخل بعض المواطنين، عاد الأخير برفقة شقيقه وفي يده قارورة بنزين وولاعة، مهدداً بإحراق المكان، في حال عدم تسليمه بضاعته التي قال إنه دفع مقابلها كل ما يملك لإعادة بيعها بأسواق الناظور، وبدأ المهرب يصرخ بأعلى صوته أمام عدد من المسافرين وبعض المهاجرين الذين كانوا يستعدون للمغادرة، وآخرين يستعدون للدخول إلى المغرب، كما شرع المهرب في ضرب بطنه بقوة بآلة حادة.

واستغرب مواطنون غياب الأمن بالمنطقة في هذه الساعة من المساء، إذ وجد الجمركيون صعوبةً في التحكم في الوضع، بعد أن تجاوز المهرب كل حدود اللباقة، واستعان بشقيقه وشرعا في صب مادة البنزين تحت السيارات وفوق ملابسهما وهددا بإحراق المكان برمته، وأحدث خبر «السيطرة» على معبر مليلية من قبل «مشرملين» استنفاراً أمنياً كبيراً، بعد أن تم التعاطي معه أول الأمر باستخفاف.

وقال شهود عيان إن عناصر من الأمن حلت بالمكان وطوقت الشقيقين وكان أحدهما محتمياً تحت سيارة من نوع الدفع الرباعي، مهدداً بتفجير خزان وقودها في حال الاقتراب منه.

وبعد ربع ساعة من وصول التعزيزات الأمنية، تمت السيطرة على الوضع، إذ اعتُقل الشقيقان ورُحّلا، بأوامر من النيابة العامة المختصة، إلى الناظور لإخضاعهما للتحقيق من قبل الشرطة القضائية، قبل عرضهما على المحكمة.
(عن يومية الصباح)

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح