40 مليون جائع عربي يتمنون لقمة من مليار ونصف حرقتها دبي ليلة رأس السنة

ريف دييا: متابعة

مع اختتام احتفالات رأس السنة الميلادية لعام 2017، والتي بهرت المتابعين من مختلف دول العالم، لا سيما احتفالات دبي التي استحوذت على مشاهدة عالية، بينما وصفها متابعون بأنها الأكثر جاذبية وتكلفة مادية في العالم.

وتبدو تكلفة احتفالات دبي المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الإمارات العربية المتحدة، الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي للخليج العرب، مثيرة للدهشة والاستغراب معاً، إذ قالت مصادر مطلعة لوكالة الأناضول إن تكاليف احتفالات مدينة دبي بالعام الجديد بلغت نحو 460 مليون دولار، أي ما يزيد على ثلاثة أضعاف تكلفة إطلاق الألعاب النارية في ألمانيا كلها بمناسبة العام الجديد والتي بلغت 124 مليون يورو (150 مليون دولار).

وأضافت المصادر -التي رفضت ذكر أسماءها- أن تلك التكلفة تزيد بنحو ستين مليون دولار عن 2014، بزيادة 15%، حيث بلغت تكلفة الاحتفالات وقتها أربعمائة مليون دولار، مشيرة إلى أن التكلفة النهائية قد تقترب من نصف مليار دولار.

وقالت المصادر إن “الزيادة في تكاليف الاحتفالات هذا العام ترجع إلى مد وقت الألعاب النارية لكسر الرقم القياسي العالمي السابق”، وكانت دبي سجلت رقما قياسيا عالميا في موسوعة غينيس حين استقبلت عام 2014 بأضخم عرض للألعاب النارية استمر ست دقائق، واستخدم فيه نحو 490 ألف مقذوف ناري.

وأشارت المصادر إلى أنه تمت الاستعانة بخبراء دوليين في مجال الألعاب النارية والمتفجرات من كل أنحاء العالم، كما بلغ عدد العاملين بعروض الألعاب النارية مائتين من الخبراء والمهنيين من كافة أنحاء العالم، قضوا نحو 192 ألف ساعة عمل.

كما استُخدم أكثر من 4.7 أطنان من المفرقعات، مع إطلاق أكثر من 25 ألف شعاع في سماء المدينة، كما تطلبت الاحتفالات استخدام أكثر من 25 ألف متر من الكابلات.

وفي ظل الأرقام السابقة، يبدو من المهم التساؤل، أليست بطون المسلمين والعرب الجوعى أولى؟

الإجابة بالطبع رهن دبي، لكن وفق إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) فإن هناك حوالي 40 مليون عربي يعانون من نقص التغذية أي ما يعادل 13% من السكان تقريبا, بالإضافة إلى أن نحو مائة مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر.

وتضيف التقارير المتخصصة أن الأمن الغذائي العربي يظل مهدداً بسبب الخلل الذي يشوب العديد من الاقتصادات العربية جراء عدة عوامل داخلية كفشل الخطط التنموية والتوزيع غير المتكافئ للثروات والفساد, وأسباب خارجية على غرار الأزمات الاقتصادية التي تؤثر على التنمية البشرية عالميا.

ووفق تقرير لـ “برنامج الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة، فإن أكثر عشر دول يعاني سكانها من الجوع هي دولٌ عربية، ويُقدر البرنامج أن 10 دولارات هي تكلفة إطعام طفل لمدة ثلاثة أسابيع في مخيم للاجئين في كينيا، أي أقل من تكلفة أحمر الشفاه في أمريكا.

وقد يكلف إطعام كل أطفال العالم الجوعى الذين يدرسون في المدرسة نحو 3.5 مليار دولار أمريكي، فيما يكلف إطعام طفل على مدى عام نحو 50 دولار.

وتبلغ تكلفة وجبة واحدة صحية من المكمل الغذائي Plumpy’Sup لطفل صغير نحو 20 سنتاً فقط، أي أقل من ثمن طابع بريد أمريكي (44 سنتاً)، لتخبرنا هذه الأرقام أن مليار ونصف دولار تكلفة ألعاب دبي النارية تكفي إطعام 40 مليون جائع عربي.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح