إحراق مقصود بغابات آيث شيشار ورئيس جماعة سابق في قفص الإتهام

عاشور العمراوي

إندلعت منذ يوم أمس الخميس 12 / 06 / 2014 نيران كثيفة بغابة مساديث لذات الدوار، جاءت على هكتارات شاسعة من الأشجار الغابوية المختلفة الأنواع، مهددة الساكنة أسفل الغابة بإتلاف مساكنهم ومحاصيلهم الزراعية وأيضا ماشيتهم الثقيلة.

الحريق الذي شب بذات الغابة مرة أخرى بعد أن عرفت حريقا آخر العام الماضي وبنفس التوقيت، حصد مناطق معينة عرفت في السنين الماضية عملية خطيرة تتمثل في إقتلاع مساحة مهمة من الأشجار في واضحة النهار من قبل عمال إستخدمهم الرئيس السابق للجماعة عبد القادر الماموني المتهم بمحاولة قتل محامي معارض إبان فترة رئاسته، وذلك مباشرة بعد أن تم هدم مدرسة مساديث التي كانت تتمركز بوسط الغابة تمهيدا لعملية نهب الأراضي الجماعية والغابوية.

وتشير عدة مصادر بينها تصريحات الساكنة المجاورة، إلى أن الحريق لا يمكن اعتباره عشوائيا بما أن شرارته الأولى إنطلقت من القطعة الأرضية التي تملكها الرئيس السابق مقتطعا إياها من الملك الغابوي الذي فرطت فيه إدارة المياه والغابات لاعتبارات مشبوهة تظيف المصادر، هذه القطعة اقام فوقها كاراجات لتربية الدجاج، مع العلم أن الحريق ومساحته تؤكد حرص الفاعل على إتلاف الأشجار فوق القطعة الأرضية المقابلة لأملاكه المسروقة سابقا، محترما الحدود التي تفصل بين دوارمساديث موضع الحريق ودوار خاضب لاعتبار أن في الجانب الآخر يوجد لوبي آخر شديد الحرص على امتلاك تلك الأراضي المجاورة بنفوذ دوار خاضب، وهذا لكون المنطقة إستراتيجية جدا لكونها تطل على البحر الأبيض المتوسط ولها موقع متميز من الشواطئ القريبة . (أنظر الصور) .

مصالح إدارة المياه والغابات كانت فاشلة فشلا ذريعا في إحتواء الحريق الذي دام ليومين كاملين، لكونهم إعتمدوا على مجرد أشخاص يحملون فروع أشجار قصد إخماد النيران أمام حريق هائل جعل من المنطقة مكانا موحشا ينتظر سماسرة العقار، أما بخصوص الآليات التي تم استقدامها من طرف إدارة المياه والغابات، فقد عجزت عن آداء مهمتها والتدخل للسيطرة على الحريق لكون الغابة كانت وما زالت عشوائية البنية، إذ لا تتخللها طرقات الإغاثة كما هو معمول به عالميا .

المواطنون الغاضبون بجوار الغابة عبروا عن استيائهم من غطرسة الرئيس الجماعي السابق، مطالبين عامل الإقليم التدخل شخصيا في الأمر دون الإعتماد على السلطة المحلية المتواطئة مع النافذين بالجماعة، كما ادانوا واستنكروا بشدة الفعل الجبان الذي قاد على إتلاف مصدر البيئة النظيفة، كما طالبوا ايضا تدخل السلطات المعنية لوضع حد لرمي الأزبال وسط الغابة بالشاحنات ، ملتمسين عدم الإعتداء على النساء اللواتي يجمعن القطع الصغيرة من الحطب الجاف التي تغذي الحرائق عند إندلاعها .

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح