مصيرُ مغربيات عالقات بمليلية يتأرجح بين السباحة وانتظار “قرارات سيادية”

عبد السلام الشامخ

“جرّبتُ يوماً أن أعبر البحرَ لكنّ شجاعتي تلاشتْ مع أمواجِ المتوسّط، لم أقدر على ملامسةِ المياهِ وعدتُ أدراجي بقلبٍ مُكبّلٍ ومُثقلٍ بالهزائمِ”؛ هي صرخة مغربية عالقة في مليلية المحتلّة لقرابة ستّة أشهر دون أن تتدخّل سلطات بلادها لإجلائها إلى أرض الوطن.

ظلّت في الضّفة الأخرى منذ بداية أزمة “كورونا”، وبعد أن خسرت دراستها ومُستقبلها، لم تعد “دنيا” تطلبُ شيئاً سوى لقاء والدتها المريضة.

ولجت دنيا، الطّالبة في الكلية متعدّدة التّخصصات بالنّاظور، تراب مليلية المحتلّة قبلَ يومٍ واحدٍ من قرار الإغلاق الذي اتّخذه المغرب في 13 مارس الماضي، لم تكن تعتقد أنّ القصة ستدومُ لشهور وأنّها ستكون شاهدة على “مآسي” إنسانية لا تكادُ تنتهي، “كرهت حياتي من نهار سدُّو عليا وأنا من دار لدار وباقا كنعاني (…) كرهت حياتي وشحال من مرة جربت ندخل لبحر باش ندخل مي (Mais) مكنزعمش نكمل كنخاف نموت ونخلي ميمتي تحرق.”

“نبيتُ في العراء وهناك نساء يتقاسمنَ ساحات المدينة المحتلّة مع المهاجرين الأفارقة، المغرب تركنا لحال سبيلنا وأغلقَ أبوابه في وجهنا”، تقول مغربية عالقة في مليلية المحتلة في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، مضيفة أنّ “هناك 50 امرأة يعشن حياة البؤس في ساحة تورو ولا يجدن ما يطمعن بهِ أبناءهنّ”.

الإضافة إلى عاملات بيوت وموظّفات، هناك طالبات عالقات في الثّغر المحتلّ لم يجتزن امتحانات الجامعة وفقدن الاتّصالَ مع عالم الدّراسة، “باش غينفعني الامتحان دابا الناس دوزو الإمتحانات وأنا مدوزت لا الدورة العادية ولا الاستدراكية”، تقول دنيا الطّالبة العالقة في مليلية المحتلّة وهي تشرحُ معاناتها التي تركت ندوبها في الأجساد والنّفوس.

وتطالب المغربيات العالقات بتشييد ممرّ إنسانيّ ينقلُ بموجبهِ العالقون إلى وجهاتهم عبر معبر بني أنصار الذي يفصلُ المغرب عن مليلية المحتلّة، ولا يبعد عنها سوى بكيلومترات قليلة، “حلّو لينا المعابر راحنا كانموتو واش الدّولة معندها غرض بينا (…) راه النّاس ولات كاتباع هنا”، تقول مغربية عالقة في مليلية.

من جانبهن، عشرات النساء المغربيات العالقات في مدينة سبتة المحتلة يعشن مأساة حقيقية؛ إذ أصبح عدد منهن يعانين من التشرّد ويلجأن إلى المبيت في ظروف لا إنسانية داخل مخازن البضائع التي تدخل إلى المغرب عبر بوابة الثغر المحتل.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح