التطرف يضرب جذوره في شمال المغرب

الأنباء التي تتحدث عن قيادة مواطن مغربي لكتيبة تابعة للدولة الإسلامية ( داعش ) في سوريا تثير التساؤلات حول الجهاديين الإسلاميين شمال المغرب.

محمد حمدوش، جهادي يبلغ 28 سنة، هو عضو كذلك في مجلس شورى التنظيم، ظهر في شريط وهو يقطع رؤوس خمسة أشخاص.

وقبل أن يلتحق بساحة القتال في سوريا، كان يدير متجرا للملابس في الفنيدق ويقوم بتجنيد الجهاديين من هذه المنطقة.

وقبل أسبوعين، ألقت قوات الأمن المغربية القبض على جهادي فرنسي في طنجة يسعى إلى تجنيد مقاتلين وإرسالهم لتنظيمات موالية للقاعدة.

ويرى المحللون أن شمال المغرب أصبح أرضية خصبة للفكر المتطرف.

وبحسب رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان لحبيب حاجي فإن المنطقة محافظة أكثر من أي مكان آخر في المغرب.

وقال المحامي من تطوان “إضافة إلى ذلك، هم على اتصال دائم بالمغاربة الذين استقروا في أوروبا. وهذا يسهل تجنيدهم”.

وأشار إلى أن الخلية تجند أعضاء من مناطق مهمشة.

فيما أشار منتصر الزيان مدير الشركة المتوسطية للتحليل والذكاء الإستراتيجي إلى عوامل أخرى لتفسير الظاهرة.

وقال “منطقة الشمال عانت التهميش إن لم نقل النسيان التام، منذ الاستقلال”.

وقال الزيان “ما يميز الشمال عن داخل المملكة هو غياب الزوايا التي تعتبر مراكز للروحانية”.

وأوضح الزيان أن الزوايا تمكن من “فصل الدين عن السياسية”، مضيفا “إنها فضاءات للنقاش، حيث يمكن للناس أن يكرسوا أنفسهم لكل الممارسات الروحية. وهذا غائب تماما في الشمال”.

الكاتب عباسي مصطفى قال لمغاربية “ما فتئنا منذ مدة طويلة نسترعي اهتمام الناس إلى وجود الأصولية الدولية في منطقة الشمال”.

وعلق بالقول إن النساء، كبارا وصغار، اليوم “تتحولن إلى التطرف وتذهبن للجهاد للالتحاق بأزواجهن”.

وأشار إلى العلاقة بين المتطرفين وجريمة الشارع.

وقال “الوقائع تظهر أن المتشددين كانت لهم دائما علاقة بالأموال السهلة”، وأضاف موضحا “هذا المال هو الذي يسمح لهم بتأسيس خلايا. في الواقع، الجهاديون المعتقلون لهم صلة بتهريب المخدرات وسرقة السيارات وكافة أنواع النشاط غير القانوني”.

وقال لمغاربية “لهذا أصبح شمال المغرب أرضية خصبة لنمو الخلايا الجهادية خاصة في الفنيدق ومرتيل وتطوان والعرائش وطنجة بمستوى أقل”.

وأوضح الصحافي “معظم هؤلاء يعملون في التهريب، ولهم تاريخ في تهريب المخدرات أو هم باعة متجولون لهم صلة بالتهريب”.

وختم بالقول إن هذه الصلة بدأت تتخذ بعدا دوليا.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح