انتشار ظاهرة التسول بشوارع الناظور وسط رفض مجتمعي وتحريم ديني وقانوني

ريـف ديــا:

ظاهرة غريبة تغزو شوارع الناظور في الأعوام الأخيرة، “عاونوني أخوتي على هاد اليتامى الله يرحم بها الوالدين”، هي واحدة من الجمل التي يتلفظ بها أشخاص من الرجال والنساء، كإحدى طرق وأشكال ممارسة التسول في فضاءات متعددة بشوارع الناظور.

ومن بين الوسائل الأخرى التي يلجأ إليها ممارسو التسول، اصطفاف الكثيرين منهم على جانبي بوابة المساجد خاصة ساحة المسجد “الحاج المصطفى”، وبين أيديهم أوراق طبية تثبت أنهم أو أفراد عائلاتهم مصابون بأمراض خطيرة وتتطلب علاجًا عاجلًا.

ظاهرة التسول في شوارع مدينة الناظور، باتت في تنامي متواصل على نحو بات المواطن في حيرة كبيرة من أمره، حيث لم يعد قادرا على التفريق بين شخص محتاج وآخر يتخذ من هذا الطريق مجرد وسيلة لتحصيل المال ، بالرغم من قدرته على العمل.

ويجد الكثير من المواطنين، سواء منهم الراكبون أو الراجلون، أنفسهم عرضة لأشكال من التحرشات والمضايقات من طرف أشخاص يمتهنون “التسول”، خلال استعمالهم للطريق.

غير أن سلوكات الكثير من هؤلاء الأشخاص، لا تتوقف عند استعمال وسائل استجداء عطف المواطنين، بل إنه في العديد من الحالات تم تسجيل حالات لجوء إلى العنف والابتزاز، من أجل الحصول على مرادهم من النقود.

وإذا كان القانون الجنائي المغربي، يصنف ممارسة التسول الاعتيادي، في خانة الأفعال والسلوكات التي تضع أصحابها تحت طائلة عقوبات حبسية، تتراواح من شهر إلى ستة أشهر، فإن الشرع الإسلامي، يحرم اللجوء إلى التسول برمته، ويمنع على المسلم إخراج الصدقة لغير من لا يستحقها.

ويوضح الدكتور عبد الله عبد المومن، أستاذ علم الفقه وأصوله بجامعة الأزهر، أن المسلم لا يجوز له أن يتسول، إلا لضرورة تبيح المحظورات، أما التسول بصورة اعتيادية، فإنه حرام قطعا.

ووفق أستاذ علم الفقه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي”، أي من له المال والقدرة والقوة. مضيفا أن السبب في امتهان البعض للتسول، إلى أنه راجع إلى الجهل بأصول الإيمان وأحكام الشرع.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح