جمال الغازي يكتب: (مريم العذراء) 1

ريف ديا:

بقلم / جمال الغازي

في بلاد الحرمان تجد في كل بيت قصة ، من كل شخص رواية تتشكل منها مضامين حكايات وسيناريوهات من الواقع المر  والمهمش  ، فحياتهم سلسلة من أدوار  على خشبات  الهم والقهر  ترى في وجوههم صدق احساسهم  وتضاريس محنهم تتلو صراعهم من أجل البقاء   حتى يتسنى لهم فرض ذواتهم وجلب أنظار غيرهم  إلى ما يعرضونه عليهم من فلاشات معبرة عن حركيتهم وسكونهم.

 انهم يتقنون سر وجودهم  معبرين عن معاناتهم كل حسب المهمة المكلف أو المرغم بها فمنهم  من يسارع الأمواج ومنهم من يستسلم فيجره  البحر إلى أعماقه وتنتهي حكايته وينساه من كان  ذات مرة يغويه بكلمات رنانة ومزيفة ويغني له غنوة خادعة وكاذبة  اعتقدها أنها صادقة ووفية .

في يوم من الأيام وانا سائح في عالمي الخاص اقلب  صفحات الماضي والحاضر  لفت انتباهي موضوع قد يكون عنوان متشابه لعدة حكايات لها نفس المضمون وان اختلفت الأسماء  والأشخاص يبقى قالبها و حمولاتها واحدة لقضية متجددة متواصلة مستمرة من  صفحات الماضي تُقلب على صفحات الحاضر و الآتي  حلقات متكررة وعنوان واحد يجمعها .

انها مريم  الجمال  ، مريم الضحية  ، مريم  الذات ، مريم الأنوثة التي  استغلوا  محاسنها و حاولوا هتك عرضها وإغرائها .

حينما التقيت بها في اكناف المدينة كانت  فتاة انيقة في مقتبل العمر ، ذات جمال وجاذبية بريئة لم يتجاوز عمرها  العشرين  ملامح وجهها رسمت ثقل أحزانها  فبدأت أتمعن  أحاول تفكيكك ألغازه ، نظراتها جعلت منها رسالة مشفرة  تحتاج إلى  أرقام سرية وكلمة سحرية  تفتتح بها بوابة الأعماق المخفي    ، اقتربت منها  رويدا رويدا ثم أخذت نفسا وتشجعت  حتى استفسرها وأتيقن من خوالجي وهمساتي التي كانت تحدثني تعذبني  فأوحت إلي أنها جريحة بائسة .

مريم تلك  الوردة العطرة  الفواحة التي  تحتاج إلى  سقي وعناية  تحمى من الرياح العاتية  الهائجة  وتصد عنها الطوفان الجارف حتى تنمو وتزدهر وتعطي ثمارها اللذيذة  العسلية ، انها تعشق الحياة بطريقتها العفوية وتقاوم  الأمواج بعفتها  وقوة إيمانها  .

بعد بسمة بريئة سألتها ما اسمك أيتها الجميلة  قالت مريم. ……..

يتبع

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح