الناظور والحسيمة.. لاحديث يعلو عن حديث الهجرة وكيفية الوصول إلى أوروبا

ريـف ديــا:

تعيش مدينتي الناظور و الحسيمة ضغطا اجتماعيا كبيرا، بسبب انعدام الأفق أمام الشباب، مما دفع المئات منهم إلى ركوب قوارب الموت للهجرة صوب إسبانيا، كما زادت الوضعية الاقتصادية بسبب جائحة “كورونا” وحالة الطوارئ الصحية من تأزم وضعية الشباب وعائلاتهم، بسبب الموت الاقتصادي الذي تعيشه السياحة الداخلية.

وقد تحولت سواحل المدينة الشاطئية الجميلة إلى نقطة انطلاقة لقوارب الهجرة السرية نحو الشواطئ الإسبانية، التي بدورها أصبحت نقطة استقبال عشرات الشباب المغربي بشكل يومي، منهم جمعويون وفنانون وموسيقيون، فضلوا الرحيل ومغادرة الوطن والبحث عن آفاق أخرى، غير أن هذه الخطوات لا تخلو من مخاطر ومجازفة، حيث لقي بعض الشباب حتفهم في عرض البحر، مما يؤكد الخطورة التي يقدم عليها شباب مدينتي الناظور و الحسيمة للهروب من جحيم البطالة.

وتظل الهجرة السرية بالنسبة لشباب مناطق الشمال، هي السبيل الوحيد نحو مستقبل آخر وراء البحار، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسر الفقيرة والمتوسطة جراء جائحة “كورونا”، والإجراءات التي تتخذها السلطات المتمثلة في إغلاق المحلات والمقاهي والمطاعم، مما يجعل الحياة لدى الكثير من الشباب صعبة.

فالريف بحاجة لسياسة حقيقية قادرة على خلق التنمية الاجتماعية لدى شباب المدينة، وتحسين الخدمات والمرافق العمومية وتوفير فضاءات لتكون متنفسا للشباب، ودعم المشاريع المتوسطة وخلق منطقة صناعية للنهوض بالمدينة اقتصاديا واجتماعيا، الشيء الذي يتطلب رؤية جديدة من الدولة والحكومة والأحزاب والمؤسسات، لبعث الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح