حزب بوديموس يلبد سماء العلاقات المغربية الاسبانية خلال سنة 2020

ريـف ديــا:

في يناير 2020، تم الإعلان عن ميلاد أول حكومة ائتلافية يسارية في إسبانيا ما بعد فرانكو، برئاسة بيدرو سانشيز، وضمت بالإضافة إلى حزب العمال الاشتراكي، حزب بوديموس اليساري الراديكالي.

وكافأ سانشيز حليفه بوديموس، بمنحه، 5 وزارات، فيما تم تعيين زعيم الحزب بابلو إغليسياس، نائباً لرئيس الوزراء للحقوق الاجتماعية.

ورغم أن سانشيز كان ينظر إلى حزب بوديموس بصفته المنقذ الذي ضمن الأغلبية في البرلمان، إلا أن المغرب قابل ضم هذا الحزب اليساري الراديكالي إلى الحكومة، بالكثير من الارتياب، وذلك بسبب القرب الواضح بينه وبين وجبهة البوليساريو.

وسبق لبوديموس أن دعا الحكومة المركزية في مدريد في الماضي إلى الاعتراف بـ “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”. وفي 21 فبراير الماضي، استقبل كاتب الدولة الإسباني للحقوق الاجتماعية، ناتشو آلفاريز، المنتمي للحزب، وفدًا من الجبهة بقيادة ” الوزيرة الصحراوية للشؤون الاجتماعية وتمكين المرأة” سويلمة بيروك.

آنذاك، أثار هذا اللقاء غضب الرباط، ما دفع وزيرة الخارجية الإسبانية إلى محاولة طمأنة ناصر بوريطة في اتصال هاتفي، وأكدت له أن “إسبانيا لا تعترف بالجمهورية الصحراوية”. وتم طي هذه الصفحة، خاصة وأن الأمر تزامن مع موضوع ترسيم الحدود البحرية بين المغرب وجزر الكناري.

ومع انتشار فيروس كورونا هدأ التوتر، واستبعدت اسبانيا جبهة البوليساريو، من الاحتفال بيوم إفريقيا العالمي، ولم يعلق حزب بوديموس على ذلك، وهو ما أثار استياء الجبهة الانفصالية.

لكن زعيم الحزب اليساري الراديكالي، خرج عن صمته بعد العملية العسكرية المغربية في الكركرات يوم 13 نوبنر، وكتب على حسابه في موقع تويتر أن مجلس الأمن في قراره الصادر في 13 يناير 1995 “أكد التزامه بتنظيم استفتاء حر دون مزيد من التأخير، عادل وغير متحيز لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية”. وقدم بعدها نواب بوديموس مقترحا لإدانة العملية المغربية.

وتزامنت هذه الخرجات مع الاستعدادات لتنظيم اجتماع عالي المستوى بين المغرب وإسبانيا بعد خمس سنوات من الانتظار، حيث كان من المقرر أن يعقد في 17 دجنبر بالرباط قبل أن يتم الإعلان عن تأجيله إلى فبراير 2021 بشكل مفاجئ.

وأرجع البلدان سبب الإلغاء إلى الظروف المرتبطة بجائحة كورونا، غير أن متابعين أرجعوا الأمر إلى مواقف حزب بوديموس من قضية الصحراء، وكذا رفض استقبال بيدرو سانشيز من قبل الملك.

وبعد ذلك، جاء قرار الإدارة الأمريكية الذي يعترف بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء، وهو القرار الذي أثار غضب الحكومة الاسبانية. حيث قالت وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا، إن موقف بلادها من النزاع الإقليمي لم يتغير وأن هذا القرارلا يخدم النزاع، وعبرت عن أملها في أن تقوم إدارة بايدن بمراجعة موقف ترامب، والعودة إلى تبني رؤية جميع الأطراف وليس فقط الرؤية أو الموقف الأحادي.

وقبل أسبوع استدعت وزارة الخارجية الاسبانية السفيرة المغربية في مدريد كريمة بنيعيس، وطلبت منها توضيحات بخصوص تصريحات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني حول مدينتي سبتة ومليلية.

ولا يتوقع أن يتغير حال العلاقات المغربية الإسبانية خلال سنة 2021، حيث تواجه الحكومة الإسبانية ضغوطا داخلية من حزب بوديموس، إضافة إلى ضغوط من المعارضة اليمينية التي تتهمها بـ”الضعف أمام المغرب”.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح