انسحاب إغليسياس من الحكومة الإسبانية.. هل يكون له تأثير إيجابي على العلاقات مع المغرب؟

بشكل فاجأ المشهد السياسي في إسبانيا، أعلن زعيم حزب “بوديموس”، بابلو إغليسياس، اليوم الإثنين، عن إنسحابه من منصبه كنائب لرئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بهدف الترشح في الانتخابات الجهوية في مدريد المزمع إجرائها مبكرا في 4 ماي المقبل.

إغليسياس نشر فيديو على منصة يوتيوب عبر الموقع الرسمي لحزبه، حيث أعلن فيه عن قرار المفاجئ بمغادرة منصبه في الحكومة الإسبانية التي يُعتبر فيها حزبه أحد الأحزاب المشكلة للإئتلاف الحكومي، وأعلن عن عزمه خوض غمار الانتخابات الجهوية في مدريد التي تتمتع بحكم ذاتي بهدف الفوز بكرسي رئاسة الجهة، وقطع الطريق أمام “اليمينيين” حسب تعبيره.

وجاء إعلان إغليسياس خلال الفيديو، بعد ذكره للإنجازات التي ساهم فيها حزبه عبر موقعه الحكومي طيلة شهور التي شغر فيها منصب نائب رئيس الحكومة، قبل أن يقترح أن أن تتولى وزيرة العمل، يولاندا دياز المنصب الذي سيتركه في الأسابيع المقبلة.

وبغض النظر، أن هذا القرار الذي اتخذه بابلو إيغليسياس سيكون له، حسب ما جاء في عدد من وسائل الإعلام الإسبانية، انعكاسات سلبية على الإئتلاف الحكومي الذي يقوده بيدرو سانشيز، إضافة إلى كونه قرارا غير محسوب العواقب لمستقبل إغليسياس، إلا أنه ارتباطا بالعلاقات مع المغرب، يُطرح السؤال، عن إيجابيات هذا القرار، أكثر من سلبياته.

ووفق متتبعين للعلاقات المغربية الإسبانية، فإن بابلو إغليسياس، كان أحد الأعضاء البارزين في الحكومة الإسبانية ممن ساهموا في توتر العلاقات مع المغرب، بسبب مواقفه ومواقف حزبه التي تتعارض مع قضايا حساسة بالنسبة للمملكة المغربية، ومن أبرزها قضية الصحراء.

وفي هذا السياق، فإن حزب بوديموس، كان من أكثر الأطراف السياسية الإسبانية، التي اعلنت بشكل صريح وعلني عن مواقف معارضة للمغرب في قضية الصحراء المغربية، مثل المطالبة الحكومة الإسبانية بالضغط على المغرب لإعطاء “الشعب الصحراوي حق تقرير المصير”، إضافة إلى استضافة حزب بوديموس لعناصر البوليساريو في أكثر من مناسبة.

كما أن أعضاء من حزب بوديموس، قاموا في الشهور الماضية، بإرسال رسالة إلى الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، يطالبونه فيها بالتراجع عن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بمغربية الصحراء، وهو القرار الذي اتخذته إدارة دونالد ترامب في دجنبر الماضي.

وحسب تحيليلات وقراءات العديد من المهتمين بالعلاقات المغربية والإسبانية، فإن بابلو إغليسياس وحزب بوديموس، أحرجا الحكومة الإسبانية أكثر من مرة في قضية الصحراء، وهو ما دفع بوزارة الخارجية الإسبانية الخروج ببلاغ توضيحي، أعلنت فيه أن المواقف الإسبانية الرسمية يتم الإعلان عنها عبر وزارة الخارجية وليس عبر أعضاء الحكومة أو الأحزاب، في محاولة لإنهاء التوتر الذي تُحدثه تصريحات مسؤولي بوديموس بين الحين والأخر.

ووفق ذات التحليلات، فإن بابلو إغليسياس، يُرجح أنه كان أحد الأسباب التي دفعت إلى تأجيل عقد اللقاء الرفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا الذي كان من المنتظر أن يتم عقده في 17 دجنبر، قبل أن يتم الإعلان عن تأجيله إلى فبراير، لكن لم يتم عقده أيضا في ذلك التاريخ بسبب ما قال المغرب وإسبانيا أن التأجيل سببه الأوضاع الوبائية، ولازال إلى حد الآن لم يتم الإعلان عن موعد جديد لعقده.

وبالنظر إلى مواقف بوديموس التي تتعارض مع المغرب، وتتعارض أيضا مع السياسة الخارجية الإسبانية، يبقى السؤال المطروح الآن، هل يكون إنسحاب بابلو إغليسياس من الحكومة ذو تأثير إيجابي في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا؟

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح