تقرير أسود عن وضعية القاصرين المغاربة بمراكز الإيواء بسبتة

ريـف ديــا: متابعة

تزامنا مع تحرك نواب إسبان في البرلمان الأوروبي من أجل تبني مشروع قرار يدين المغرب بـ”توظيف قاصرين” للضغط على إسبانيا من خلال السماح لهم بالهجرة غير النظامية نحو سبتة، أصدرت جمعيات ناشطة في مجال الهجرة والطفولة وحقوق الإنسان بالمدينة ذاتية الحكم، تقريرا صادما يكشف واقع عيش المئات من الأطفال المغاربة داخل 3 مستودعات جرى تحويلها إلى فضاءات استقبال، والذي أوضح أنهم يعانون من التعنيف ومن الحرمان من أبسط شروط العيش الآدمي بما في ذلك الدخول إلى المرحاض.

ووفق التقرير الذي صدر عن 3 جمعيات هي “معكم سبتة” و”No Name Kitchen” و”Elin” قبل أن تتبنى مضامينه 6 منظمات مدنية أخرى بعضها من مدريد ومن إقليم الأندلس، فإن الخلاصات التي توصل إليها كانت نتيجة مهام ميدانية وقفت على الوضع الذي يعيشه القاصرون الذين دخلوا المدينة ما بين 17 و19 ماي الماضي داخل مراكز الإيواء، حيث رصدت تجميعهم داخل أماكن غير مناسبة للعيش وغير صحية ويستحيل داخلها احترام التدابير الصحة الخاصة بالحد من انتشار فيروس “كوفيد 19” نتيجة الاكتظاظ، بالإضافة إلى أن العاملين بتلك الفضاءات يمارسون أنواعا مختلفة من العنف ضد أولئك الأطفال.

ونتيجة العدد الكبير من القاصرين الذي دخلوا المدينة، والذين بلغ تعداد المحصيين منهم فقط 920 طفلا، جرى تحويل 3 مخازن تجارية توجد قرب البوابة الحدودية “تارخال”، إلى مراكز للإيواء تنعدم فيها شروط الحياة الأساسية، حيث جرى مثلا تثبيت 5 مراحيض متنقلة في كل فضاء رغم أنه يضم المئات من النزلاء، وهذه المراحيض تفتقر للنظافة كما أن دخولها يستوجب طلب الإذن، لذلك فإن القائمين على تلك المراكز يمنعون الأطفال في عدة أوقات من قضاء حاجتهم، أما خلال الأيام الأولى فلم تكن تلك الحمامات موجود أساسا لذلك كانوا يقضون حاجتهم داخل قنينات.

أما الفضاءات الخاصة بالاستحمام فإنها توجد خارج المستودعات ويصل إليها الأطفال بالدور وعلكل واحد منهم ألا يتجاوز داخلها 5 دقائق، كما أنها لا تتوفر على الماء الساخن، في حين أن فضاءات العيش التي يصل تعداد الموجودين داخلها إلى 400 طفل، فتفتقر للنوافذ والتهوية ولا توجد فيها أماكن لتخزين المتعلقات الشخصية للنزلاء، أما بخصوص الملابس فإن توفرها أمر نادر، لدرجة أن الجمعيات رصدت عدم قيام بعض الأطفال بتغيير ملابسهم طيلة أسبوع.

وانتقد التقرير أيضا نظام التغذية داخل تلك الفضاءات، موردا أن وجبة الفطور تتكون من زجاجة ماء وزجاجة عصير وقطعتي بسكويت، وأن وجبة الغداء لا تعطى أحيانا إلا في السادسة مساء، علما أن الأطفال ظلوا طيلة أسبوعين مجبرين على الاكتفاء بشطيرة وزجاجة ماء وعصير في وجبتي الغداء والعشاء.

وإلى جانب ذلك، فإن الأطفال يعيشون فعليا وضع “الاحتجاز”، حيث إنهم محرومون طيلة اليوم من رؤية الشمس أو استنشاق الهواء ولا يستطيعون ذلك إلا حين يذهبون للحمام، كما أنهم لا يقومون بأي أنشطة سوى الجلوس على أفرشتهم أو التجول داخل المخزن، ليخلص التقرير إلى أن هذه الفضاءات التي تشهد ازدحاما كبيرا وغيابا لشروط حماية القاصرين، غير لائقة نهائيا للإيواء.

ورصدت الوثيقة تعرض القاصرين للتعنيف سواء من طرف العاملين في تلك المراكز أو من طرف قاصرين آخرين، ويشمل الأمر الاعتداءات الجسدية واللفظية وسوء المعاملة وإساءة استخدام سلطة العقاب، إلى جانب الترهيب والإهمال والتعنيف حتى من لدن عناصر الأمن، مبرزة أن القاصرين أكثر عرضة للاعتداء والسرقة وسوء المعاملة داخل هذه الأماكن، متوقعة أن يزيد الأمر سوءا مع مرور الأيام.

وكان مجموعة من القاصرين المغاربة قد حاولوا الفرار من تلك المستودعات خلال الأيام الماضية، ومنهم من صعدوا إلى اسطحها للتعبير عن احتجاجهم على سوء المعاملة وعلى حرمانهم من الطعام، وقد أدت تلك الاحتجاجات إلى سقوط طفلين من سقف أحد المخازن الشيء الذي تسبب في إصابة أحدهما في الجمجمة وتعرض الثاني لكسر في الساق.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة adblock

المرجوا توقيف برنامج منع الإعلانات لمواصلة التصفح